الكاتب والمحلل السياسي اللبناني الدكتور أحمد الزين لـ "تسنيم": إنتصار لبنان أظهر ضعف العدو، واليمن لأميركا: لن نتراجع عن دعم غزة
حوار في إنتصار لبنان وهزيمة الكيان الصهيوني ودور جبهة اليمن في الإستمرار بإسناد جبهة غزة والدعم الأميركي للكيان والحفاظ على أمنه
بعد أكثر من شهرين على حربه ضد لبنان، إنهزم الكيان الصهيوني مجدداً أمام إرادة الشعب اللبناني وصموده وترسانة المقاومة ودعم بيئتها لها وحمايتها، رغم ما مارسه من إرهاب وإجرام، لكن مشهد الإنتصار والإحتفال به، عاد ليحلّ على قرى وبلدات لبنان وضاحية بيروت الجنوبية.
في المشهد الأخير والإنتصار في لبنان وهزيمة الكيان الصهيوني ودور جبهة اليمن في إستمرارها بإسناد غزة حاورنا الكاتب والمحلل السياسي اللبناني من لندن الدكتور أحمد الزين.
المقاومة في لبنان ليست مجرد بندقية، بل هي وجود أساسي وبنية ثقافية وايمانية عابرة للحدود
من لبنان بدأنا الحديث من إنتصار المقاومة بعد حرب شرسة ومقاومة باسلة قادها رجال المقاومة في لبنان، رغم اغتيال القادة وأمين عام المقاومة وسيد المقاومة حيث أشار الدكتور احمد الزين الى الإنتصار التاريخي الذي سجله رجال الله في ميدان لبنان، لا سيما في القرى الجنوبية وقرى الحافة الأمامية، فجاء هذا الإنتصار بعد صمود شعب المقاومة ودعمه للمقاومة ووحدة اللبنانيين وأحزابهم، والبيئة الحاضنة للمقاومة والمناصرة لها التي تبلورت بهذه الحرب من خلال الشرفاء والأحرار الذين احتضنوا النازحين وتقديم كل المساعدات للنازحين، هذه الوحدة اللبنانية والمعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة" تجسد من خلال توحد الدماء بين هذا الثلاثي، ويضيف الزين بأن المقاومة وجمهورها أثبتا الكثير من الثبات والصبر رغم محاولات الكيان العديدة والكثيرة على استهداف هذا الثبات والصبر والدعم للمقاومة، لكن بيئة تملك عقيدة إيمانية جهادية ثورية لن تتغير مواقفها الثابتة مع المقاومة، وسمعنا الناس، يضيف الزين، وأصواتهم المضحية بأرواحهم لقائد المقاومة سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله، مرة جديدة أثبت الشعب البناني انه شعب عظيم، والمقاومة وبيئتها هي بيئة مؤمنة وان المقاومة ليست مجرد بندقية، بل هي عابرة للحدود وهي وجود أساسي وبنية ثقافية وايمانية الى جانب بنيتها العسكرية.
وما يجب قوله، أن المقاومة الإسلامية في لبنان ومحورها ككل وظيفته اليوم أهم من قبل، فهي وجدت لتأمين سلامة وامن واستقرار شعوب المنطقة ككل، وحماية اوطانها من المخططات الغربية الصهيونية وتعمل على دعم قضية فلسطين من اجل تحقيق تحرير أرض الشعب الفلسطيني واسترجاع حقوقهم المشروعة واستعادة القدس الشريف عاصمة فلسطين المحتلة.
ويتطرق الزين للحديث عن عدم تحقيق الكيان الصهيوني لأهدافه في لبنان، واولها ما حصل بعد وقف إطلاق النار وشاهدنا جميعاً كيف تدفق النازحون الى قراهم في جنوب لبنان في نفس لحظة إعلان وقف إطلاق النار وهذا المشهد هو احد أهم مشاهد الإنتصار، وأفشل هذا المشهد كل المخططات الصهيونية التي وضعها العدو، القضاء على حماس وحزب الله أو عودة المستوطنين الى الشمال، لذا فإن كل اهداف نتنياهو لم تتحقق، وعدم تحقيق هذه الأهداف هي بحد ذاتها مشهد من مشاهد الإنتصار للمقاومة، وفي المقابل لم يأت اي مستوطن الى المستوطنات الشمالية وهذا يعني أنهم مرعوبون من شجاعة وقوة المقاومة، وسمعنا اعترافات كثيرة من داخل الكيان أهمها أن "اسرائيل ترفع العلم الأبيض وهذا يدل على الإستسلام بينما في لبنان يرفعون اعلام حزب الله وهذا يعني ان حزب الله انتصر بقوة ".
معركة طوفان الأقصى أظهرت ضعف الكيان الصهيوني وحكومة نتنياهو منبوذة
الى واقع الكيان الداخلي وتوقعه لهذه الهزيمة ومطالبته بوقف إطلاق النار وتداعيات الهزيمة نفسها على الكيان وعلى بنيامين نتنياهو، يرى الزين أن "اسرائيل" كانت تخطط منذ العام 2006 لهذه الحرب بعد هزيمتها في ذلك الوقت امام المقاومة، وعملت على تسليح ذاتها وجيشها مدعومة من الغرب وحلفائها، وتوغلت في جنوب لبنان بعدما اغتال امين عام حزب الله سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله وقادة المقاومة، ظناً منه انه سيقضي على المقاومة بكاملها، وهو لا يدرك حتى اليوم ان المقاومة اليوم لديها منظومة عسكرية كبيرة وهي ممتدة عبر عدة دول وتخطت حدود لبنان، والإنجازات العسكرية والميدانية التي سطرها رجال المقاومة هي التي أفشلت كل مخططات العدو الصهيوني وجعلته يرضخ أمام ترسانة المقاومة وسعى الى اتفاق وقف إطلاق النار، وكما عبّر بعض المحللين عن وجود اسباب سرية لهذا الإتفاق وهي المنظومة الصاروخية للمقاومة التي وصلت الى داخل الكيان واستهدفته، فكل هذا اضافة الى جبهات الإسناد التي عملت على استنزاف الكيان على كل الصعد اجتماعياُ وعسكريا واقتصادياً وغيرها، وهنا أشير الى ما نشرته جريدة واشنطن بوست عن لسان ظباط وقادة صهاينة بأنهم أرهقوا في هذه الحرب ويريدون التخلص منها وإنهاءها، وأن حزب الله استطاع استنزاف "اسرائيل".
كما أن العمليات العسكرية وحدها لم تستطع احضار أو استعادة الأسرى، كما وأصيب الجيش الإسرائيلي بضربات عسكرية قوية، ونستطيع القول أن معركة طوفان الأقصى اظهرت نقاط ضعف هذا الجيش.
أما فيما يخص قرار الإعتقال لكل من نتيناهو وغالانت، يرى الدكتور احمد الزين أن هذه القرارات هي قرارات غير مسبوقة داخل الكيان الصهيوني، ان يصدر قرار اعتقال بحق رئيس حكومة كيان العدو لم يكن متوقعاً رغم أن هذا القرار جاء متأخراً، لأن الكيان ومنذ نشاته وهو يمارس الإرهاب والإجرام والإبادات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني، لذا إنعكس هذا القرار داخلياً ووتوجهت الأنظار الى أن حكومة نتنياهو هي حكومة متطرفة وانها ورطت الكيان بهذه الحرب وأصبحت دولة منبوذة وغير مرغوبة وغير مرحب بها عالمياً، وأن المستوطنين اصبحوا منبوذين في العالم، وفكرة الديمقراطية انمحت وأصبحت دولة ديكتاتورية، وفكرة العزل للكيان أثرت بشكل أو بآخر على المستوطنين داخل الكيان.
أميركا تحافظ على أمن الكيان الصهيوني، واليمن جبهة إسناد قوية وثابتة
الى اليمن وصنعاء كان لنا محطة في الحوار، ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل جاهدة على تحييد اليمن عن مساندة فلسطين وقبلاً لبنان، رغم أن جهودها التي تنوعت بين الترهيب والتغريب باءت بالفشل أكّد الزين أن اليمن هي جبهة إسناد لغزة ولدعم المقاومة أينما كانت، وفرضت حصار اقتصادي على الكيان وحاصرت السفن، فاليمن جبهة من جبهات محور المقاومة وهذا ما ازعج اميركا التي تريد الحفاظ على امن "إسرائيل" وأنشات ما سمي بـ "حلف الإزدهار" الذي سقط لتحافظ على امن الكيان الصهيوني، ومحاولات أميركا السيطرة على طرق الملاحة البحرية والمضائق لإدخال السلاح والغذاء الى الكيان، لكن جاء موقف اليمن الإنساني والأخلاق والديني الثابت، ووقف لوحده أمام أميركا بقوتها، دون أن ننسى أن اليمن خرج من حرب طويلة، لكن كل هذا لم يثن اليمن عن مساندة المقاومة في غزة ولبنان.
ولان صنعاء مستمرة في التصعيد اعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها ستضاعف من عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة نصرة لقطاع غزة والضفة الغربية وعمليات القوات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه، ومن المهم الوقوف عنده أن اليمن يعمل على بناء قدراته الصاروخية والمسيرات والصواريخ الفرط صوتية، كما ان اليمن وجّه صواريخه وهجماته الى داخل كيان الإحتلال في فلسطين المحلتة، وهنا سارعت أميركا من خلال سياسة الترهيب والترغيب الى حكومة صنعاء محاولة تقديم المساعدات وفك الحصار عن اليمن وتحاول استمالة الحكومة في صنعاء لكن اليمن ثابت على موقفه ولن يغير هذا الموقف أمام أي اغراءات، لذلك أجبرت المسيرات السفن الأميركية على التراجع من البحر الأحمر، ونجحت اليمن بفرض هذه المعادلة وفشلت اميركا بفرض سيطرتها على البحار.
إنتهى/