الأسير الفلسطيني موسى حلايقة يتحرر بعد عشرين عامًا من الاعتقال: انتظار طويل ينتهي بفرحة ناقصة
في لحظة انتظرها لأكثر من عقدين، عانق الأسير الفلسطيني موسى حلايقة الحرية بعد أن قضى عشرين عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى.
لحظات امتزجت فيها الدموع بالفرحة، والاحتضان بالشعور بالغياب الطويل، في مشهد يجسد معاناة العائلات الفلسطينية التي تحيا على أمل لقاء الأحبة بعد سنوات من الأسر.
عائلة صامدة في وجه الغياب
لم تكن رحلة الانتظار سهلة، فقد اختُطف موسى من أمام منزله قبل عشرين عامًا، تاركًا خلفه زوجة شابة وأطفالًا كانوا في أمسّ الحاجة لوجوده بينهم. زوجته التي كانت في العشرينيات من عمرها حينها، عاشت ظروفًا قاسية، متنقلة بين الأمل والصبر في ظل غيابه. تحدثت لـ وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن مشاعرها قائلة: في الأسبوع الماضي، كنا ننتظر في البرد القارس، تجمعنا جميعًا من أهل وأقارب وأصدقاء، على أمل أن تحتضنه أعيننا، لكننا عدنا مكسوري الخاطر بعد تأجيل الإفراج عنه. اليوم، نعيش حالة من القلق والتوتر، ننتظر اللحظة التي تعيد لنا موسى بعد سنوات من الغياب، ونأمل أن يكون الفرج قريبًا لكل الأسرى.
أما ابنته، التي كانت تبلغ من العمر ثماني سنوات عند اعتقاله، فقد كبرت محرومة من وجود والدها في تفاصيل حياتها اليومية. تقول: حينما اعتُقل والدي، كنت طفلة صغيرة، واليوم أستقبله بعد عشرين عامًا، بينما أصبح لديّ طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات… إنها حياة تدور في دائرة الانتظار، لكننا تعلمنا الصبر من والدتي، وكنا دائمًا على يقين بأن هذا اليوم سيأتي.
فرحة مشوبة بالألم
بين لحظة وأخرى، كانت العائلة تترقب خبر الإفراج عنه، تحاول استيعاب مشاعر متناقضة بين الفرح والخوف، بين الأمل والقلق. فالحياة التي تغيرت كثيرًا منذ اعتقاله، لن تكون كما كانت قبل عشرين عامًا. الأبناء كبروا، والزوجة اعتادت تحمل المسؤولية وحدها، أما موسى، فيخرج إلى عالم تغير تمامًا عمّا تركه وراءه.
الحرية ليست نهاية المعاناة
تحرير الأسرى في صفقات التبادل لا يعني انتهاء معاناتهم، فالكثير منهم يجدون أنفسهم أمام تحديات الاندماج في المجتمع، ومحاولة التكيف مع واقع جديد فرضه الاحتلال والسنوات الطويلة خلف القضبان.
موسى حلايقة، الذي غيّبته السجون لعقدين، سيبدأ الآن رحلة استعادة ما تبقى من حياته، في وطن لا يزال يئن تحت وطأة الاحتلال، وعائلات لا تزال تنتظر لقاءً مشابها مع أحبائها الذين يقبعون خلف القضبان.
خرج موسى حلايقة من الأسر، لكن هناك آلاف الأسرى الذين ما زالوا ينتظرون لحظة الفرج… ومع كل صفقة تبادل، تتجدد آمال العائلات الفلسطينية بعودة من تحلم برؤيتهم منذ سنوات طويلة.
/انتهى/