استهداف ممنهج؛ الاحتلال الإسرائيلي يصعّد جرائمه ضد الصحفيين الفلسطينيين
في ظلّ تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بات الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة مباشرة مع انتهاكات الاحتلال، إذ يتعرضون لحملة استهداف غير مسبوقة تشمل الاعتقال والاعتداءات الجسدية والتهديدات المتواصلة.
هذه السياسات تهدف إلى منع نقل الحقيقة وتوثيق الجرائم التي تُرتكب يوميًا بحق الفلسطينيين، في محاولة لطمس الرواية الفلسطينية وإخفاء تفاصيل المجازر عن أنظار العالم.
اعتقالات واعتداءات.. سياسة تكميم الأفواه
في الساعات الأولى من فجر أحد الأيام، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الصحفي الفلسطيني ماهر هارون في محافظة رام الله، بطريقة وصفتها والدته بـ الهمجية. اقتحم الجنود المنزل بعد تكسير الأبواب وترويع أفراد العائلة، حيث اعتدوا على ماهر بالضرب قبل أن يتم اعتقاله. تقول والدته: دخلوا البيت بهمجية، أرعبوا أهل البيت، واعتدوا على ماهر لأنه صحفي يحاول إيصال صوت الحق للعالم.
اعتقال ماهر هارون لم يكن حدثًا استثنائيًا، بل يأتي ضمن حملة استهداف واسعة طالت منذ السابع من أكتوبر أكثر من 191 صحفيًا فلسطينيًا، ما يزال 59 منهم يقبعون خلف قضبان الأسر في ظروف قاسية ومخالفة للقوانين الدولية التي تكفل حرية الصحافة وحقوق الإنسان.
تشير تقارير حقوقية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الاعتقال كأداة سياسية لإسكات الصحفيين وردعهم عن ممارسة عملهم. وتصف منظمات حقوق الإنسان هذه الاعتقالات بأنها جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى حجب المعلومات وتكميم الأفواه.
حصار إعلامي على غزة.. منع الصحفيين الدوليين
منذ السابع من أكتوبر الماضي، لم يُسمح لأي صحفي أجنبي بدخول قطاع غزة لتغطية الأحداث الجارية، في خطوة واضحة لمنع وصول الرواية الفلسطينية إلى العالم. هذا الحصار الإعلامي يُضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات، حيث يمنع الاحتلال بشكل منهجي دخول الصحفيين إلى قطاع غزة والضفة الغربية، في مخالفة صارخة لمواثيق حرية الصحافة وحقوق الإنسان.
وفي ظل هذا المنع، يواجه الصحفيون الفلسطينيون العاملون داخل قطاع غزة أوضاعًا إنسانية وأمنية كارثية، حيث يعملون تحت القصف ويخاطرون بحياتهم لتوثيق الجرائم والمجازر. ومع تعذر وصول الصحفيين الدوليين، يُترك نقل الحقيقة في يد الإعلاميين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لاستهداف مباشر ومستمر.
فراغ في البيت والمخيم.. وألم الأمهات
الاعتقالات المتكررة للصحفيين الفلسطينيين لا تترك أثرًا في الميدان فقط، بل تمتد إلى حياة عائلاتهم ومجتمعاتهم. والدة الصحفي ماهر هارون، التي ودّعته قسريًا تحت وطأة الاحتلال، تتحدث بمرارة عن الفراغ الذي تركه اعتقاله قائلة: يمكن في البيت ترك فراغ، لكن للأمانة ماهر ترك فراغًا بالمخيم وبالدنيا كلها.
هذا الفراغ يعكس الألم الذي تعانيه العائلات الفلسطينية يوميًا بفعل الاستهداف الإسرائيلي المستمر. وفي حين أن الصحفيين يُعتبرون شهود الحقيقة، فإنهم في فلسطين باتوا ضحايا آلة القمع الإسرائيلية.
الصحفيون الفلسطينيون: صوت الحقيقة رغم القمع
رسالة الصحفيين الفلسطينيين للعالم واضحة: تدخل عاجل لوقف هذه الجرائم وضمان حرية نقل الحقيقة. ورغم المخاطر، يصرّ الصحفيون الفلسطينيون على مواصلة عملهم في نقل معاناة شعبهم، مدركين أن الاحتلال يسعى لإسكات صوتهم بشتى الوسائل.
على الرغم من القمع، تواصل الكاميرا الفلسطينية توثيق الجرائم والانتهاكات، في مواجهة سياسة ممنهجة تهدف إلى تغييب الرواية الفلسطينية. ومع تصاعد الاعتقالات والاعتداءات، يبقى السؤال معلقًا: إلى متى ستظل الصحافة الفلسطينية تحت نيران الاحتلال؟ ومتى يتحرك العالم لوقف هذه الجرائم؟.
مطالبات بالمحاسبة ووقف الانتهاكات
مع استمرار استهداف الصحفيين الفلسطينيين، تتزايد المطالبات الحقوقية والدولية بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية. وتدعو منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال للسماح للصحفيين بحرية الحركة والعمل في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية.
إن الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين ليست مجرد اعتداءات فردية، بل هي جزء من سياسة ممنهجة لإسكات الرواية الفلسطينية ومنع توثيق الجرائم. في ظل هذه المعطيات، يبقى واجب المجتمع الدولي واضحًا: التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حق الصحفيين الفلسطينيين في نقل الحقيقة بحرية ودون خوف.
بينما يواصل الصحفيون الفلسطينيون نقل الحقيقة رغم المخاطر يتعرضون لاستهداف ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، اعتقالات اعتداءات وتهديدات بشكل غير مسبوق في محاولة لمنع نقل الحقيقة والجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين إلى العالم أجمع، على العالم التدخل من أجل وقف الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيون الفلسطينيين الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني وعلى العالم أيضا التدخل من أجل ضمان حرية التعبير وضمان حرية نقل الحقائق من داخل الأراضي الفلسطينية .
/انتهى/