إيران: فلسطين تواجه اليوم أفظع أشكال الظلم في التاريخ


إیران: فلسطین تواجه الیوم أفظع أشکال الظلم فی التاریخ

صرّح نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، حميدرضا حاجي بابايي، بأنّ الحل النهائي لأزمة فلسطين يتطلب مقاربة شاملة وجذرية تقوم على ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإجراء استفتاء شامل بمشاركة جميع أبناء فلسطين، تمهيداً لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن حاجي بابايي أدلى بهذه التصريحات خلال مشاركته على رأس وفد برلماني إيراني في المؤتمر الرابع لشبكة البرلمانات التابعة لحركة عدم الانحياز، المنعقد في العاصمة الأوزبكية طشقند.

وأشار إلى أن العالم يمرّ حالياً بمرحلة انتقالية معقدة غير مسبوقة، تتسم بتآكل فعالية القوانين الدولية، واستمرار الأزمات والصراعات، وعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ قرارات فعّالة في مواجهتها. وأضاف: "نحن كأعضاء في هذه الحركة نمتلك إمكانيات كبيرة، سياسية ومادية ومعنوية، غير أن الظروف الحالية تختلف كثيراً عن تلك التي أسست خلالها حركة عدم الانحياز".

وتابع قائلاً: "نحن بصدد مواجهة تهديدات وتحديات جديدة ومتزايدة في عالم مترابط وشبكي. وهذا يتطلب منّا تحمّل المسؤولية المشتركة والبحث عن حلول مبتكرة لهذه القضايا. هذه تحديات حقيقية، وستحدد اختياراتنا اليوم وفي المستقبل ما إذا كان العالم سيشهد مستقبلاً يسوده الخوف والنزاعات وانعدام الأمن، أم السلام العادل والاستقرار والتنمية المستدامة".

وشدد نائب رئيس البرلمان الإيراني على أن "السلام والاستقرار والتعايش السلمي والتنمية والرفاه تمثل المبادئ الجوهرية لحركة عدم الانحياز"، مضيفاً أن "لا أمة بمفردها قادرة على مجابهة هذه التحديات، بل يتطلب الأمر تعاوناً دولياً شاملاً".

وأوضح حاجي بابايي أن "مبادئ باندونغ كانت رؤية استشرافية، وهي اليوم أكثر فهماً من أي وقت مضى، في ظل ما يشهده العالم من سياسات أحادية واستعمارية وهيمنة واحتلال"، مؤكداً الحاجة إلى "مشروع سياسي جماعي، بخارطة طريق جديدة، ضمن إطار تعاون دولي مشترك، لتشكيل نظام عالمي جديد". واعتبر أن الدبلوماسية البرلمانية ضمن شبكة البرلمانات التابعة لحركة عدم الانحياز تشكل السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.

وأضاف: "نشهد اليوم نشوء منظمات إقليمية ودولية متعددة، والعديد من الدول الأعضاء في الحركة هم أيضاً أعضاء في هذه التكتلات. غير أن هذا الانخراط يجب ألا يبعدنا عن أهدافنا الأساسية ومبادئ باندونغ. من الضروري أن نتمسك بفهم مشترك وعميق لهذه المبادئ، كي تؤدي دوراً محورياً في صياغة السياسات الدولية وحتى السياسات الداخلية للدول الأعضاء".

وأكد أن عدم الالتزام بهذه المبادئ سيؤدي إلى ذوبان الحركة ضمن أطر أخرى، ما سيضعف من فعاليتها، وكذلك من فاعلية شبكة البرلمانات التابعة لها.

دعم مبادئ باندونغ هو دعم للإنسانية والسلام والعدالة

وأكّد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انطلاقًا من فهم شامل للمبادئ المشتركة لمؤتمر باندونغ، قد حولت هذه المبادئ إلى مطالب إنسانية عالمية، مشيراً إلى أن طهران أثبتت التزامها بهذه المبادئ إقليميًا ودوليًا، سواء على المستوى النظري أو العملي.

وقال حاجي بابايي إن مقاومة الشعب الإيراني على مدى أكثر من أربعة عقود في مواجهة الضغوط القصوى والسياسات الأحادية الأميركية والعقوبات غير القانونية، تُعد نموذجاً بارزاً لهذا الالتزام بمبدأ الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي ورفض الهيمنة والاستكبار والاستعمار.

وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ماضية بثبات في دعمها لمبادئ باندونغ وروحها الحاكمة، إيماناً منها بأن الدفاع عن هذه المبادئ هو في جوهره دفاع عن الإنسانية والسلام، وعن احترام التعددية الفكرية وضمان استجابات منسقة وفعالة للتحديات المعاصرة، وتحقيق سلام مستدام عبر حوكمة عالمية متعددة الأطراف"، معتبراً أن "دعم هذه المبادئ هو بمثابة نضال مقدس".

وأشار نائب رئيس البرلمان إلى أن "إعلان مؤتمر باندونغ شدّد على دعم مبدأ تقرير المصير للشعوب، وهو ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة، واعتبره أساساً للتمتع الكامل بكافة حقوق الإنسان، لكن ورغم مرور عقود، لا يزال الشعب الفلسطيني محرومًا من هذا الحق، ويواجه اليوم واحدة من أبشع الجرائم والفظائع في التاريخ الحديث، في ظل صمت دولي، بينما تتواصل جرائم الكيان الصهيوني بحق المدنيين في غزة دون رادع، ما يشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وانتهاكاً صارخاً لمبادئ باندونغ".

وأكد حاجي بابايي أن "إيران تؤمن بأن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يتحقق عبر حل الدولتين الذي لا يعدو كونه طمساً للحقيقة، بل عبر تنظيم استفتاء شامل بمشاركة جميع أبناء فلسطين، يمهّد لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف".

وشدد على أن "شبكة البرلمانات التابعة لحركة عدم الانحياز، إن كانت تسعى لتحقيق هدفها المتمثل في إقامة نظام عالمي عادل وديمقراطي قائم على مبادئ باندونغ، فعليها أن ترفع صوتها دعمًا لهذا الهدف، وأن تولي اهتماماً جاداً بالقضية الفلسطينية، ومواجهة الإجراءات الأحادية والقسرية وغير القانونية".

كما أعلن أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها عضواً فاعلاً في حركة عدم الانحياز، مستعدة للتعاون مع باقي الأعضاء في هذا المسار، وهو ما سيعزز من الهوية الحقيقية للشبكة البرلمانية للحركة، ويوسّع من تأثيرها في أوساط الشعوب التوّاقة للحرية".

وأضاف: "بصفتنا ممثلي شعوبنا، فإن الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز يجب أن تتحول إلى منبر برلماني نشط وفعّال، يعكس طموحات ومبادئ هذه الحركة ويُسهم في ترسيخ قيم باندونغ على المستوى البرلماني الدولي".

وفي ختام كلمته، دعا حاجي بابايي إلى "إعادة تعريف مفهوم القيادة العالمية في ظل تحولات العالم الراهن"، مطالباً الشبكة البرلمانية للحركة بأن تضطلع بدور مباشر وجريء في التصدي للأزمات الراهنة والتحديات الناشئة، وأن تواصل ريادتها في الدفاع عن التعددية والعدالة ومواجهة الأحادية، من خلال خلق موجة جديدة من التضامن والعدالة لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وإنصافاً للعالم بأسره".

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة