إدانة عالمية لصمت معرض بولونيا لكتاب الطفل تجاه معاناة أطفال غزة

إدانة عالمیة لصمت معرض بولونیا لکتاب الطفل تجاه معاناة أطفال غزة

أصدر "اتحاد الناشرين من أجل فلسطين"، وهو تجمع عالمي يضم أكثر من 500 ناشر، بيانًا أدان فيه صمت معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل واليافعين تجاه ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها أطفال غزة، محذرًا من أن صمت أعرق وأكبر معارض كتب الأطفال في العالم يعد تواطؤًا غير مباشر مع الجرائم المرتكبة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه اختتمت الدورة الثانية والستون من معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل، في 2 أبريل 2025، بمشاركة أكثر من 1500 دار نشر من 100 دولة. وقد حلت إستونيا ضيف شرف المعرض لهذا العام.

معرض بولونيا، الذي يُعد من أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في كتب الأطفال واليافعين، ينعقد سنويًا في مدينة بولونيا الإيطالية، ويجمع ناشرين ومؤلفين ورسامين ومترجمين وفاعلين في صناعة النشر الموجهة للناشئة.

وقد أبدى "الناشرون من أجل فلسطين" استياءهم الشديد من تجاهل إدارة المعرض للأوضاع المأساوية في قطاع غزة، خاصةً في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، والتي أودت بحياة آلاف المدنيين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال. وأشار البيان إلى أن طلبًا مقدمًا من ناشرين فلسطينيين وعرب لتعليق مشاركة إسرائيل في المعرض تم تجاهله تمامًا.

وجاء في البيان: "نشرت وزارة الصحة في غزة مؤخرًا وثيقة من 1500 صفحة تؤكد مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، من بينهم ما لا يقل عن 15,600 طفل، على يد القوات الإسرائيلية". كما لفت إلى أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى انخفاض متوسط عمر الأطفال الفلسطينيين منذ أكتوبر حتى ديسمبر 2023 بمقدار 11.5 سنة.

البيان انتقد المفارقة الصارخة بين ما يدعيه المعرض على موقعه الرسمي بشأن دعمه للأصوات المهمّشة، وبين تجاهله التام لأصوات أطفال غزة وواقعهم المأساوي، معربًا عن أسفه لاستضافة المعرض دار النشر الإسرائيلية "غاليلي كوميونيكيشنز"، المعروفة بترويجها للدعاية الصهيونية ونشرها لكتب تمجّد تاريخ الجيش الإسرائيلي و"الهاغاناه".

كما ندد البيان بمؤسسات النشر والثقافة الإسرائيلية التي "تلعب دورًا في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي وإنكار الحقوق الفلسطينية، من خلال صمتها أو انخراطها في تبرير الانتهاكات أو تبييض صورتها دوليًا".

وشدد البيان على أن الغالبية العظمى من مؤسسات النشر الإسرائيلية "عاجزة عن الاعتراف بحقوق الفلسطينيين الأساسية بموجب القانون الدولي"، داعيًا معرض بولونيا للانضمام إلى جهود المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل، على غرار الدعوات التي وجّهت لمعرض فرانكفورت الدولي.

وذكّر البيان بحالة مماثلة وقعت في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2023، حيث ألغيت فعالية لتكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، ما أثار موجة من الانتقادات دفعت العديد من الناشرين والناشطين إلى مقاطعة المعرض، خاصة بعد إعلانه "تضامنه الكامل مع إسرائيل".

وأشار البيان أيضًا إلى أن مدينة بولونيا كانت في الأشهر الماضية مسرحًا لاحتجاجات طلابية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن طلاب جامعة بولونيا أطلقوا حملات متواصلة للمطالبة بمساءلة إدارتهم حول سياسات الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل.

كما تجاهل معرض بولونيا للكتاب في نسخته الأخيرة دعوات من كتاب ورسامين فلسطينيين وعرب لتعليق مشاركة الناشرين الإسرائيليين، إلى جانب تهميشه لمبادرات فنية نظمها رسامون إيطاليون بهدف رفع الوعي حول الأوضاع في غزة وجمع التبرعات لبرامج الأمم المتحدة.

وفي ختام البيان، وجّه اتحاد الناشرين من أجل فلسطين تحية إلى كل الكُتّاب والناشرين والرسامين الذين "واصلوا رفع أصواتهم في وجه الإبادة"، رغم محاولات إسكاتهم، مؤكدين أن "عدد المناصرين لهذه القضية يزداد يومًا بعد يوم".

وختم البيان بالقول: "معرض بولونيا لكتاب الطفل، بوصفه مؤسسة تدّعي الاهتمام بالأطفال والكتب والتعليم، يجب أن يخضع للمساءلة بسبب صمته المطبق تجاه الجرائم التي تؤثر في أجيال كاملة من الأطفال الفلسطينيين. إن هذا الصمت تجاه جرائم الحرب، خاصةً تلك المرتكبة بحق الأطفال، أمر غير مقبول". وطالب البيان المعرض بإدانة الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري، ووقف استضافة دور النشر الإسرائيلية المتواطئة في هذه الجرائم.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة