تجهيز "غزة" أكبر طائرة مسيرة إيرانية بنظام مضاد للتشويش


تجهیز "غزة" أکبر طائرة مسیرة إیرانیة بنظام مضاد للتشویش

انتشار تركيب الأنظمة المضادة للتشويش ونقل الصور المحلية على أنواع الطائرات المسيرة القتالية والاستطلاعية والانتحارية الإيرانية قد أدى إلى تأمينها ضد الحرب الإلكترونية وزيادة مدى نقل المعلومات.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - شاركت الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمرة الأولى في المعرض الدفاعي "LAAD 2025" في البرازيل، وتُظهر الصور التي نُشرت من جناح وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية في المعرض أن الطائرة المسيرة "شاهد 149" (غزة) التابعة لقوات الجوء الفضاء التابعة للحرس الثوري قد تم تزويدها بهوائيات وأجهزة استقبال جديدة للملاحة لمكافحة الحرب الإلكترونية وزيادة مدى نقل الصور والمعلومات.

مع انتشار استخدام الطائرات المسيرة في العمليات العسكرية والمراقبة، أصبح تهديد التشويش (Jamming) والخداع (Spoofing) للإشارات عبر الأقمار الصناعية GPS تحديًا أمنيًا. وتظهر الدراسات أن أنواع الطائرات المسيرة في العديد من الدول، وخاصة في ميادين القتال مثل أوكرانيا واليمن وسوريا، قد تعرضت مرارًا لهجمات إلكترونية.

إن الاعتماد المتزايد للطائرات المسيرة على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية لتحقيق الاستهداف الدقيق وزيادة دقة الإصابة قد عرضها لتهديدات الحرب الإلكترونية.

تجارب حرب قره باغ، ومن بعدها حرب أوكرانيا، أظهرت بوضوح أن الطائرات المسيرة، والصواريخ الموجهة، والقذائف المدفعية، وأي سلاح يعتمد على أنظمة التوجيه عبر الأقمار الصناعية، كلها عرضة للهجمات الإلكترونية وأنظمة التشويش، مما جعل تجهيز هذه الأنواع من الأسلحة بأنظمة ملاحة مقاومة للتشويش أمرًا ضروريًا.

وقد اعتمدت القوات المسلحة الإيرانية أيضًا على الأنظمة المضادة للتشويش في طائراتها المسيرة، استنادًا إلى الخبرات التي تم اكتسابها من الحروب والصراعات في المنطقة وخارجها.

في الخطوة الأولى، تم تزويد الطائرات المسيرة الانتحارية مثل "أبابيل 2" و"شاهد 136" بأجهزة استقبال GNSS متعددة القنوات مقاومة للتشويش والحرب الإلكترونية، وتم اختبارها بنجاح عدة مرات في مختلف التدريبات.

هذه التجربة الناجحة تم تزويد جبهة المقاومة بها، حيث تمكن حزب الله اللبناني خلال معركة "طوفان الأقصى" من تنفيذ عمليات ناجحة باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية على الرغم من التشويش الشديد الذي تم تطبيقه على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) فوق الأراضي المحتلة.

تظهر صور هذه العمليات أيضًا أن الطائرات المسيرة الانتحارية التابعة لحزب الله كانت مزودة بأجهزة استقبال مقاومة للتشويش.

بعد الطائرات المسيرة الانتحارية، تم تزويد الطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية، التي تتمتع عادة بمدة طيران أطول مقارنة بالطائرات المسيرة الانتحارية، بنفس النوع من أجهزة الاستقبال المقاومة للتشويش، لتظل محمية ضد الخداع والحرب الإلكترونية من قبل العدو.

وفي الصورة التي تم نشرها من معرض "كيش" الجوي لعام 2022، يظهر نموذج من طائرة "شاهد 129" التابعة لقوات الجوء فضاء في الحرس الثوري، مزودة بأجهزة استقبال ضد التشويش. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز هذه الطائرة المسيرة بجهاز استقبال اتصالات طويل المدى لزيادة مدى نقل الصور والمعلومات منها.

والآن، الصور التي تم نشرها من معرض الدفاع في البرازيل تكشف للمرة الأولى أن طائرة "شاهد 149" أو "غزة" مزودة أيضًا بأنظمة استقبال مقاومة للحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى هوائيات لنقل الصور والمعلومات ذات المدى الطويل. وهذا يشير إلى نجاح استخدام هذا النظام على طائرة "شاهد 129".

طائرة "شاهد 149" هي أكبر طائرة مسيرة قتالية إيرانية تم تصميمها وتصنيعها بواسطة خبراء قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري، وقد تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2021. وتُعرف هذه الطائرة أيضًا باسم "غزة"، وهي أول طائرة مسيرة إيرانية مزودة بمحرك توربو بروب، وقادرة على حمل 13 قنبلة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لطائرة غزة حمل 500 كيلوغرام من المعدات الخاصة بجمع المعلومات. يبلغ طول هذه الطائرة 11 مترًا، وارتفاعها 3.8 متر، ووزن الإقلاع 3100 كيلوغرام، أما طول جناحيها فيبلغ 21 مترًا.

تتمتع "شاهد 149" بمدة طيران تصل إلى 35 ساعة، ويمكنها الارتفاع حتى 35 ألف قدم (حوالي 10,000 متر) فوق سطح الأرض. ويُقال إن مدى عمليتها يصل إلى 2000 كيلومتر.

يبدو أنه مع انتشار تركيب الأنظمة المضادة للتشويش ونقل الصور المحلية على مختلف أنواع الطائرات المسيرة القتالية والاستطلاعية والانتحارية، أصبحت الطائرات المسيرة الإيرانية محمية ضد التشويش على أنظمة الملاحة الخاصة بها، وقادرة على العمل في بيئات الحرب الإلكترونية. كما أن هذه الطائرات يمكنها تقليص عدد محطات الترحيل (الريل) الخاصة بالاتصالات، مما يتيح لها تنفيذ عمليات استطلاعية وقتالية على مسافات تزيد عن 200 كيلومتر في عمق المناطق، مما يوفر ميزة استراتيجية لهذه الطائرات.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة