السودان يرفع شكوى رسمية ضد الإمارات إلى محكمة لاهاي

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن السفير السوداني تناول في مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 في مقر السفارة السودانية بطهران، الجرائم المرتكبة من قبل قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، مؤكداً على وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، من بينها الاعتقالات العشوائية، وانتهاك حقوق الأسرى، واستخدام الجوع كسلاح، واستهداف الأطفال والنساء.

وأشار السفير إلى أن الجيش السوداني تمكّن حتى الآن من تحرير نحو 4700 أسير، كانوا قد اختُطفوا من منازلهم رغم أنهم لا ينتمون لأي جهة عسكرية، وتم احتجازهم في ظروف غير إنسانية، حيث كانت السجون تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وأضاف: "قوات الدعم السريع لم تلتزم بأي من المعايير القانونية في التعامل مع الأسرى، بل ارتكبت انتهاكات فادحة حتى بحق الأطفال، حيث قامت باختطافهم من منازلهم وإجبارهم على مغادرتها، بل وابتزازهم مالياً. وقد استخدمت هذه القوات سلاح التجويع ضد المدنيين، وهي ممارسات لا تصدر عن بشر طبيعيين."

كما أوضح أن الجيش السوداني لم يتمكن حتى الآن من الوصول إلى كل المواقع التي تحتجز فيها القوات المذكورة المدنيين، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 200 امرأة وفتاة قد تم اختطافهن ونقلهن إلى أماكن مجهولة.

وقال السفير السوداني: "بناءً على الجرائم التي ترتكبها، يجب تصنيف قوات الدعم السريع كـمنظمة إرهابية. هذه الانتهاكات تتعارض مع جميع القوانين الإنسانية والدولية، بينما يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج، وهو ما يكشف عن ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات في مختلف مناطق العالم."

وأوضح السفير السوداني أن "هذه القوات استخدمت الطائرات المسيّرة في شن هجمات على المستشفيات والمراكز الحيوية"، مضيفاً أن "بعض الدول تقدم دعماً مباشراً لهذه الجماعة المسلحة، وعلى رأسها الإمارات التي حددتها الحكومة السودانية كطرف رسمي يمدّها بالأسلحة والمعدات العسكرية".

وتابع عبد العزيز حسن صالح: "في الشهر الماضي، تقدّمت الحكومة السودانية بشكوى رسمية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، على خلفية دعمها لقوات الدعم السريع. ونحن نناشد وسائل الإعلام أن تُسلّط الضوء على الجرائم الوحشية التي ترتكبها هذه القوات، كي يدرك المجتمع الدولي حجم الكارثة الإنسانية في السودان".

وأشار إلى أن "إسرائيل كذلك تُقدّم دعماً لهذا التنظيم المسلح، إلى جانب بعض الدول الإفريقية مثل كينيا وتشاد وجنوب السودان".

وختم السفير السوداني قائلاً: "نأمل أن يمارس شعوب الدول المجاورة ضغطاً على حكوماتهم لوقف أي دعم يُقدّم لهذه الميليشيات. الإعلام في إيران إعلام حرّ، وقد وقف دوماً إلى جانب الشعوب المظلومة. ونحن نعوّل عليه لإيصال صوت الضحايا وكشف حجم الانتهاكات التي ارتُكبت بحق المدنيين في السودان".

/انتهى/