تقرير/ تسنيم.. نهضة المسيّرات في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية


تقریر/ تسنیم.. نهضة المسیّرات فی جیش الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة

شهدت قدرات الطائرات المسيّرة في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال العقد الأخير تطورًا لافتًا، تمخض عن ما يمكن وصفه بـ"ثورة مسيّراتية" داخل المؤسسة العسكرية، وقد تجلّى ذلك بوضوح في الاستعراض العسكري الأخير بمناسبة "يوم الجيش".

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - شهدت قدرات الطائرات المسيّرة في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال العقد الأخير تطورًا لافتًا، تمخض عن ما يمكن وصفه بـ"ثورة مسيّراتية" داخل المؤسسة العسكرية، وقد تجلّى ذلك بوضوح في الاستعراض العسكري الأخير بمناسبة "يوم الجيش"، حيث ظهرت أعداد كبيرة من المسيّرات في مقدمة العرض، ما يؤكد على المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها هذه التقنية في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية.

وفي استعراض 18 أبريل لهذا العام في طهران، برزت الطائرات المسيّرة بشكل غير مسبوق، إذ تم عرضها بطريقة موحدة ومنسّقة لأول مرة، بعد أن كانت سابقًا تُعرض بشكل منفصل ضمن وحدات كل فرع من فروع الجيش.

يمكن اعتبار تشكيل وحدة مسيّرات في قوة الدفاع الجوي خلال منتصف العقد الماضي نقطة انطلاق الثورة المسيّراتية في الجيش الإيراني، حيث تم إدخال أنواع متعددة من المسيّرات ذات مهام متنوعة، ولاقت استعراضاتها أصداء واسعة إعلاميًا.

لاحقًا، سعت بقية فروع الجيش إلى تطوير قدراتها المسيّراتية بحسب احتياجاتها، لا سيما القوات الجوية التي قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، وصولًا إلى تصميم الطائرة المسيّرة الاستراتيجية "كمان 22"، وإنشاء كلية متخصصة لتدريب الكوادر في مجال الطائرات المسيّرة.

ومع تشكيل قيادة مسيّراتية مستقلة في فروع الجيش الأربعة، تسارعت خطوات تطوير القدرات القتالية للمسيّرات، وكان من الضروري استعراض جزء من هذه القوة لتأمين مزيد من الدعم والتسليح الموسّع.

في ديسمبر 2020، أُجري أول تمرين مشترك للمسيّرات بمشاركة القوات الأربع، ترافق مع عرض آخر الإنجازات البحثية والعملياتية في صحراء وسط إيران. وقد مهّد هذا الحدث الطريق لإدخال معدات جديدة إلى منظومة الجيش.

وبعدها بأربعة أشهر فقط، في مايو 2021، تم توقيع اتفاقية لإنتاج وتسليم 1000 طائرة مسيّرة بين الجيش ووزارة الدفاع، مما عكس اهتمامًا بالغًا بتوسيع الأسطول المسيّر وفق متطلبات ساحات القتال الحديثة.

وقد شاركت هذه الطائرات في عدد من المناورات، من أبرز إنجازاتها: استهداف انتحاري ناجح بواسطة مسيّرة "آرش" من مسافة تزيد عن 1300 كلم. ضربات دقيقة من مسيّرة "كمان 12" باستخدام قنابل "قائم" على أهداف على بُعد 15-20 كلم. استهداف أهداف بحرية صغيرة من قبل مسيّرة "سيمرغ" باستخدام قنابل ذكية.

وفي استعراض 2022، تم عرض أكثر من 50 نوعًا مختلفًا من المسيّرات، بينها نماذج جديدة مثل "أمل" و"أبابيل 5"، كما تم الإعلان عن بدء التشغيل الفعلي لمسيّرة "كمان 22".

وبعد أيام، سُلّمت 200 طائرة مسيّرة متنوعة للجيش، في دفعة أولى من الاتفاقية المذكورة، بما في ذلك المسيّرة الانتحارية الجديدة "أمين".

وفي يونيو 2022، أُزيح الستار عن قاعدة المسيّرات 313 تحت الأرض، والتي ضمّت أنفاقًا وممرات مخصصة لاستيعاب مجموعة من أبرز المسيّرات الإيرانية مثل: آرش، أمل، مهاجر 6، أبابيل 5، كمان 12، كمان 22، فطرس وكرار، وكلها مزوّدة بذخائر محلية متطورة كقنابل "قائم" و"بالابان" وصواريخ "آذرخش"، "شفق 2" و"حيدر" كروز.

ولأول مرة، تم الإعلان عن تسليح المسيّرات بصواريخ كروز، ما لاقى صدى واسعًا في وسائل الإعلام العالمية.

انضمام البحرية وتحديثات نوعية

وفي يوليو 2022، دخلت المسيّرات إلى الأسطول البحري، وتم الإعلان عن أول سرب مسيّرات بحرية ضمن القوات البحرية، يضم: السفن السطحية: "لاوان"، "دلوار"، "هنديجان"، سفينة القيادة "جماران"، الغواصتين: "طارق" و"فاتح".

وفي ديسمبر 2023، تم تجهيز المسيّرة النفاثة "كرار" بصواريخ جو-جو من طراز "مجيد" ضمن مشروع "رسول"، وهو صاروخ أكثر تطورًا من "آذرخش" ويبلغ مداه 8 كلم، ما يعزز قدرة الجيش في التصدي للمسيّرات المعادية.

دروس الحروب المعاصرة ودور "الدرونز الصغيرة"

أظهرت الحروب الإقليمية والعالمية، ولا سيما حرب أوكرانيا، أن المسيّرات الصغيرة (FPV) باتت عنصرًا حاسمًا في ساحات القتال، بل وعصية على أنظمة الدفاع الجوي.

هذا ما دفع القوات البرية الإيرانية إلى دخول هذا المجال، واستخدام هذه المسيّرات الصغيرة لأول مرة بشكل موسّع في مناورات "اقتدار" العام الماضي.

وهكذا، يبدو أن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد حقق تحولاً جدياً في مجال الطائرات المسيرة على مدى عملية استمرت قرابة عشر سنوات، ومن المتوقع أن تستمر عملية زيادة القوة في مجال الطائرات المسيرة بوتيرة أسرع في الجيش في السنوات المقبلة.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة