خبير بالشؤون الايرانية : نتائج الانتخابات عكست بقوة نزاهتها وكشفت زيف الاتهامات التي ألصقت بالنظام الاسلامي
اعتبر الخبير بالشؤون الاقليمية والايرانية والباحث "مصدق مصدق بور" ان "نتائج الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة عكست بقوة نزاهتها و شفافيتها ، و كشفت زيف الاتهامات التي ألصقت بالنظام الاسلامي في خضم احداث 2009 التي اعقبت النسخة العاشرة للانتخابات .
و قال مصدق بور في تصريح لوكالة "تسنيم" الدولية ان نتائج الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في ايران حملت مفاجأة مخالفة لكل توقعات الدوائر الغربية المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية ؛ حيث أتت هذه النتائج بانتخاب الدكتور حسن روحاني رئيسا للجمهورية لتدفع به الى صدارة السلطة التنفيذية في خضم الشكوك الغربية حول استحالة تحقق مثل هذه النتيجة مما حشر ذلك الدوائر الامبريالية في زوايا ضيقة و حملها على الاعتراف بنزاهة و شفافية الانتخابات بعد ان كانت حتى الدقائق الاخيرة من اعلان نتائج فرز الاصوات ترفع عقيرتها و تعلو ادعاءاتها بان سيادة القانون منتهكة في ايران و انها لا تقبل بهذه الانتخابات . و اضاف هذا الخبير بأن أهم معالم الملحمة السياسية هذه التي صنعها الشعب الايراني يوم الجمعة الماضي تتلخص فيما يلي :
اولا - اظهار الناخب الايراني عزيمة غير مسبوقة على تحدي الضغوط والمؤامرات الامريكية والصهيونية من خلال مشاركته الكثيفة و بنسبة اكثر من 72 بالمائة في عملية التصويت .
ثانيا - التمسك الصادق للناخب الايراني بالسيادة الشعبية الدينية من خلال منح الثقة الى مرشح يجمع بين الدين و السياسة ، رغم الدعايات المقيتة للاعداء لتشويه سمعة المؤسسة الاسلامية في البلاد و صورة علمائها و رجالها . وبذلك كانت الانتخابات برهانا ساطعا على شدة الولاء الجماهيري لعلماء الدين وحرصا وافرا على الدفاع عن اسلامية النظام .
ثالثا - اظهر الناخب الايراني و المنظمين للعملية الانتخابية درجة عالية من الوعي الحضاري الانتخابي من خلال ما تحليا به من انضباط انتخابي امام صناديق الانتخاب والانضباط باحكام القانون الانتخابي بكل ما يتعلق بالعملية الانتخابية بدء من التحضيرات و الاستعدادات و مرورا بالدعاية الانتخابية و انتهاء بالتصويت وكل ذلك تحقق في مناخ ديمقراطي سليم .
رابعا - النتائج التي افرزتها العملية الانتخابية الاخيرة عكست اروع صورة لعملية تداول السلطة في الجمهورية الاسلامية بخروج رئيس وصفه الغرب بـ"الاصلاحي" ، من القمقم الانتخابي وتحديدا في انتخابات اشرفت على اقامتها حكومة من التيار المبدئي بعيدا عن عمليات التلاعب بالاصوات و تزويرها كما تزعم الابواق الدعائية المغرضة زورا و بهتانا .
خامسا - انتخاب الشعب الايراني لنهج الصمود و التحدي مقابل اعدائه الذين حاولوا فك الرباط المقدس بينه و بين النظام الاسلامي و زعزعة ثقة الجماهير بالنظام عبر الضغوط الاقتصادية الجائرة وعبر مختلف المراوغات والحيل السياسية و الاقتصادية و الامنية . و بذلك اثبت الشارع الايراني ان كرامته وعزته وأمنه اكثر أهمية من اي اعتبار آخر . كما برهن على قدرته الجبارة في المواجهة الحكيمة و الذكية مع الحرب النفسية لقوى الاستكبار العالمي .
سادسا – عكست نتائج الانتخابات رغبة لدى الناخبين الايرانيين للتحديث و صيقلة الوسائل و الاليات لبلوغ الاهداف السامية للثورة الاسلامية بمبتغى مقتضيات العصر و الحداثة و للالتحاق بركب الحضارة والمدنية .
و اكد هذا الخبير ان "الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية الايرانية الحادية عشرة هو الشعب الايراني الذي استطاع بعون الله ان يخطو خطوة راسخة و يعرض قدرة لا تخترق ، و هذا ما اكده الرئيس المنتخب في اول مؤتمر صحافي له بحضور وسائل الاعلام المحلية و العالمية" . و اردف قائلا : "اليوم و بعد الاعلان عن نتائج فرز الاصوات ، عادت الساحة الداخلية الايرانية لتتخذ مكانتها الطبيعية و اعطت المنافسة الانتخابية الساخنة مكانها بود و احترام للتعاون والالفة على صعيد الناخبين والمتنافسين على حد سواء دون السماح للقوى الحاقدة على الثورة في استغلال مشاعر و أحاسيس الجمهور الناخب و تحمسه لمرشحيه اثناء الحملات الدعائية و النيل من الوحدة الوطنية . و بات الرئيس المنتخب اليوم رئيسا لكل الايرانيين على خلفية الاستحقاق الوطني الثابت وهو وجوب تعاون جميع قوى و تيارات الثورة معه للنهوض باعباء مهامه" .