علماء الأزهر : نقل قبر الرسول الاعظم ( ص) فتنة
اعتبر عدد من علماء الأزهر ومجمع البحوث الاسلاميةالدراسة التي اعدها علي بن عبدالعزيز الشبل من جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض في 61 صفحة لنقل قبر الرسول الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم) من المسجد النبوي ودفن رفاته في مقابر البقيع في قبر غير معلوم، محاولة لإشعال الفتنة وإثارة غضب المسلمين، مؤكدين إن الأسانيد الشرعية التي اعتمدت عليها الدراسة باطلة وأنه يوجد في القرآن والسنة ما يؤكد عكس ذلك.
وقال الدكتور الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية إن" هذه الدراسة السعودية تثير جدلا لا طائل منه ومحاولة لاشعال الفتنة والبلبلة، فقد درج المسلمون على زيارة البقاع المقدسة بعد أداء المناسك، ويضيف لا مانع من توسعة الروضة الشريفة ولكن بعيداً عن قبر النبي عليه الصلاة والسلام".
وحول ما ساقته الدراسة من ذريعة مخالفة بناء المساجد على القبور والأضرحة، قال إنه" يوجد في القرآن ما يدل على غير ذلك، وهو ما نفته الآية الكريمة في سورة الكهف «"وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً"،واعتبر بيومي إن هذه الآية دليل على جواز وجود القبر داخل المسجد".
ورد الدكتور علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً على الدراسة ، إن" قبر الرسول ليس بداخل المسجد ولا يجوز بتاتاً نقل جثمان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لأن هناك قاعدة تقول «قبور الأنبياء لا تغير أبداً»".
وكانت صحيفة "الاندبندنت" اللندنية قد نشرت في عددها الصادر امس الثلاثاء تقريرا كشف فيه الصحافي البريطاني "أندرو جونسون" عن ان المملكة العربية السعودية تخطط لنقل قبر الرسول ودفن رفاته في مقابر البقيع في قبر غير معلوم.
وجاء في التقرير الذي تصدّر الصفحة الاولى للجريدة البريطانية ان هذا المخطط يأتي ضمن مخططات توسعة وتجديد الأماكن المقدسة في السعودية، وقال جونسون في تقريره ان هذ الأمر قد يؤدي إلى "إحداث فتنة في العالم الاسلامي".
وأضاف جونسون أن الدعوة إلى تدمير الحجرات المحيطة بقبر الرسول والتي لها اهمية خاصة لدى المسلمين من شأنها أن تثير بلبلة في العالم الاسلامي، فضلاً عن أن نقل قبر النبي قد يؤدي إلى فتنة لا مفر منها.
ويقول التقرير إنه لا توجد إشارات على قيام الحكومة بتغييرات في الحرم حيث أكدت مرارا أنها تتعامل مع أي تغيير في الحرمين النبوي والمكي بجدية شديدة.
ونقلت الصحيفة عن الباحث السعودي عرفان علوي الذي تقول الصحيفة إنه مدير مؤسسة التراث الإسلامي للأبحاث في لندن انتقاده لعمليات التوسعة للحرمين في مكة والمدينة، والتي تم بسببها تدمير العديد من المعالم التاريخية.
وكشف علوي ان فكرة نقل رفات الرسول جاءت في ورقة بحثية مكونة من 61 صفحة كتبها علي بن عبدالعزيز الشبل من جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وتم توزيعها على رئاسة شؤون الحرمين، ونشرت أجزاء من الورقة في مجلة "شؤون الحرمين" وتدعو إلى هدم الغرف المحيطة بالقبر (الحجرات).
ودعا الشبل في الدراسة إلى "المطالبة بهدم الجدار القبلي (العثماني المجيدي) وتوسيع مقدمة المسجد إلى الجنوب، وطمس الأبيات الشعرية من قصائد المدح المكتوبة في محيط الحجرة وعلى الاسطوانات، وعدم تجديدها بالرخام الحديث حماية لجناب التوحيد، ودرءا لشر الشرك والتوسل والاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في قبره وهو ميت". ثم "طمس أسماء الصحابة والأئمة الاثني عشر دفعا للمفاسد المترتبة على وجودها، وعدم تجديد طلاء القبة الخضراء وإزالة النحاس الذي عليها كحد أدنى".
وأكد أن دراسته جاءت استقراءً لهذه العمارة وما بعدها من العمارات على مدى التاريخ، مشددا "على المآخذ العقدية التي قامت بإدخال حجرات أمهات المؤمنين إلى المسجد، ومنها حجرة أم المؤمنين عائشة ، المشتملة على قبر النبي صلى الله عليه واله سلم، وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر ، وكذا المبالغة في تشييد بناء المسجد وزخرفته مشابهة لأهل الكتاب"، مؤكدا أن "موقف التابعين من عمارة الوليد كان النكارة وعدم الرضا بهذا الصنيع".