بناء أوّل محطة متحركة لاستقبال المعلومات الفضائية

بناء أوّل محطة متحرکة لاستقبال المعلومات الفضائیة

خاص/تسنيم- في اطار التقدم العلمي الهائل الذي تسجله الجمهورية الاسلامية الايرانية يجري التخطيط على قدم وساق لارسال رواد فضاء الى الجو كما تم بناء اقمار صناعية محلية الصنع من اجل وضعها قي مدار الارض قريبا.

وقد نشرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حتى الان خمسة تقارير اختصاصية حول التطور النوعي في التقنية الفضائية في شتى المجالات وبما فيها بناء أول مكوك إيراني مأهول ونشرت بعض الصور والمعلومات حول ميزات هذا المكوك المأهول والتصميم النهائي له وصاروخ الدفع الملحق به وبعض التفاصيل الأخرى التي يتم نشرها سابقاً وبما فيها استقرار رواد الفضاء على ارتفاع 175 كم من سطح الأرض، وفي هذا الجزء سوف نذكر تفاصيل أخرى لم يتم تداولها في وسائل الإعلام حتى الآن.

وقد تمكن الباحثون في مركز أبحاث المنظومات الفضائية في الجمهورية الإسلامية من تحقيق نجاحات باهرة خلال فترة قصيرة نسبياً لا تتجاوز العشر سنوات وبما في ذلك إرسال كائن حي إلى الفضاء واعادته سالماً إلى سطح الأرض وكذلك عودة الصواريخ الفضائية سالمة بعد إرسالها إلى الفضاء الأمر الذي حفزهم على المبادرة إلى صناعة مركبة فضائية مأهولة، وذلك بعد دراسات وبحوث مضنية دامت عدة سنوات.

وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على محاور الندوة التي أقامتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء حول التطور التقني في الصناعات الفضائية بحضور الخبير محمد مهدي نجاد نوري الأستاذ في جامعة مالك الأشتر ومساعد وزير العلوم سابقاً.
(القسم الأول من الندوة)

- تسنيم: ما هي فائدة التقنية الفضائية برأيكم؟

* مهدي نجاد: الصناعات الفضائية كانت لفترة طويلة مجرد نشاطات علمية تتمحور حول القضايا الأمنية والعسكرية ولكن شيئاً فشيئاً اتسع نطاقها لتشمل مجالات شتى أهمها الاتصالات والبث الإذاعي والتلفزيوني، لذا لا بد من إزالة جميع العقبات في هذا المضمار فهناك الكثير من المناطق التي لم تخضع حتى الآن للتغطية الفضائية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية مقتصرة اليوم على بعض البلدان والشركات العظمى التي تجني أرباحاً طائلةً منها، وقد بدأت الأقمار الصناعية تنتشر على نطاق واسع في مجال تطوير تقنية الإنترنيت كما أصبحت تقنية تعيين الاتجاه (GPS) منوطة بها أيضاً، أضف إلى ذلك أصبح من الممكن اليوم السيطرة على الاختناق المروري عن طريق الإشراف الفضائي ولا ننسى الهواتف الجوالة التي لا يمكن الاستغناء عنها اليوم حيث إن خدمتها قائمة على هذه التقنية.

وأنوه هنا إلى أنّ ما نسبته 55 % من التقنية الفضائية مسخرة لجانب الاتصالات وتفريعاتها، ومستقبلاً سوف تتزايد هذه النسبة، فهناك جانب هام من التقنية الفضائية تنصب في خدمة العلاجات الطبية حيث ثبت أن بعض الأمراض يمكن معالجتها في ظروف انعدام الوزن كما أنها ذات أهمية بالغة اليوم على صعيد النشاطات الزراعية والصناعية والبحثية وما إلى ذلك من نشاطات علمية وحيوية واقتصادية.
وعلى هذا الأساس فهي تحظى بأهمية بالغة ولا سيما على صعيد التطور التقني في العصر الحديث وفي كل يوم تدخل في عرصة جديدة من عرصات الحياة البشرية بشكل يجعل الحصول عليها أمراً ضرورياً للغاية.

- تسنيم: إذن، يمكن القول إن الولوج في عرصة التقنية الفضائية يعتبر أمراً حيوياً لجميع البلدان دون استثناء؟

*مهدي نجاد: بإمكاني أن أقول بضرس قاطع بأن امتلاك التقنية الفضائية أمسى اليوم أمراً ضرورياً وليس اختيارياً كما كان سابقاً، لذا ليس هناك مجال للنقاش حول تطوير أنفسنا على هذا الصعيد أو عدم تطويرها، بل لا بد من أن نتباحث حول المعايير الأساسية التي تجعلنا في غنى عن الاعتماد على الآخرين في التقنية الفضائية وعلينا معرفة السبل الكفيلة بتطوير قابلياتنا المحلية في هذا الصدد.

العالم اليوم أصبح أكثر تطوراً في مجال الصناعات الفضائية أكثر من أي وقت مضى لذا لا بد لنا من مواكبة هذه التقنية وعلينا الاعتماد على أنفسنا في إرسال رواد الفضاء إلى خارج الغلاف الجوي وأن لا نطلب من البلدان المتطور أن ترسلهم كما ينبغي لنا توفير جميع الوسائل السبل الكفيلة بامتلاك كل ما نحتاج إليه من صور وخرائط جغرافية وما شاكل ذلك، بل يجب وأن نذهب إلى أبعد من ذلك عبر تصدير تقنيتنا الفضائية إلى سائر بلدان العالم وهذا الأمر بطبيعة الحال مرهون بالعمل الدؤوب لتطوير ما لدينا من قابليات وامتلاك قابليات جديدة.

- تسنيم: هل ينبغي لنا الاعتماد على قابلياتنا المحلية في تطوير تقنيتنا الفضائية؟

* مهدي نجاد: إن أساس التطور التقني الفضائي الذي نخطط له هو الاعتماد على الطاقات والخبرات المحلية كي تكون لنا كلمتنا على الصعيد الدولي ولا بد لنا من العمل على أن نكون منتجين وليس مستهلكين، وهذا الأمر بكل تأكيد لا يتحقق إلا في ظل الاعتماد على خبرائنا الحاذقين الذين لهم القدرة على فعل المستحيل، لذا سوف ينتهي عهد الاستيراد من الخارج وسوف تبدأ مرحلة تصدير التقنية الفضائية من إيران إلى العالم بفضل جهودنا المحلية.

- تسنيم: هل أن الصناعات الفضائية التي تنتجها الجمهورية الإسلامية تضاهي نظائرها التي تنتجها البلدان المتطورة؟

* مهدي نجاد: بطبيعة الحال فإن كفاءة كل محصول تقني منوطة بالتطور العلمي للبلد المصنّع، ونحن تمكنا من إرسال عدة صواريخ وأقمار صناعية وكائن حي إلى خارج الغلاف الجوي مما يدل على تطورنا المشهود في هذا الصعيد وبالطبع فإن جودة المنتجات ترجع في طبيعة الحال إلى مقدار الخبرة ونحن اليوم بدأنا شيئاً فشيئاً نمتلك هذه الخبرة بشكل أذهل العالم بأسره وسوف تتواصل هذه المسيرة التصاعدية نحو أعلا درجات التقنية بحيث نكون جنباً إلى جنب مع سائر البلدان العظمى في دقة وجودة منتجاتنا الفضائية بشتى أنواعها.

وأنوه هنا الى قرار قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الذي أكد على ضرورة امتلاك اقتصاد مقاوم مما يعني الاعتماد على الثروات والقابليات المحلية وبالتالي ستشهد التقنية الفضائية تطوراً ملحوظاً بفضل جهود خبرائنا المحليين الذين يعملون تحت إشراف مؤسسة فضائية جديدة من المقرر أن يكون مديرها مساعداً لرئيس الجمهورية مستقبلاً.

- تسنيم: ما هو رأيكم بإرسال رواد فضاء إلى خارج الغلاف الجوي؟ أليس من السابق لأوانه التخطيط لهذا الأمر؟

* مهدي نجاد: لقد ذكرت أننا نسير في تقنيتنا الفضائية خطوة خطوة ولسنا متسرعين في اتخاذ القرارات أو تنفيذ المشاريع، واليوم أصبحت العلوم الأحيائية الخاصة بحياة الإنسان والكائنات الحية في الفضاء تحظى بأهمية بالغة وبما في ذلك مسألة العلاجات الطبية، لذلك لو أننا تماهلنا في هذه القضية سوف نتخلف عن ركب التطور الفضائي، لذا يجب علينا تحقيق القدر الممكن على صعيد إرسال الإنسان إلى الفضاء بغية مواكبة التطور العلمي، ونحن جادون في هذا الصدد ولدينا برامج خاصة لتطوير أنفسنا قدر المستطاع.
وأكد الخبير محمد مهدي نجاد نوري الأستاذ في جامعة مالك الأشتر ومساعد وزير العلوم سابقاً بأن الجمهورية الإسلامية قامت بتشييد أول محطة استقبال فضائية متحركة على الأرض  (LPS)كما أنشأت محطات إطلاف صواريخ فضائية لها القدرة على حمل أقمار صناعية يبلغ وزنها 100 كغم فضلاً عن تلك الصواريخ التي لها القابلية على حمل أقمار صناعية بوزن 50 كغم، حيث تم تصنيع قمر صناعي بهذا الوزن أطلق عليه "سيمرغ" وسيستقر في مداره قريباً.

/انتهي/

أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة