معالم تراثية لا حصر لها في مدينة سنندج أبرزها " آبيدر " ومبنى "وكيل الملك"+صور
محافظة كردستان يعرفها القاصي والداني بجبالها الشاهقة المكتظة بالأشجار وسهولها الخضراء الشاسعة لذلك يهب النسيم العليل في كل بقعة منها ليثلج الصدور وينعش النفوس بعذوبته، لذلك أمست قبلة للسائحين الذين يفدون إليها من شتى أرجاء إيران والعالم ولا سيما في فصلي الربيع والصيف.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
مدينة سنندج هي مركز محافظة كردستان التي تقع غربي البلاد وتبلغ مساحتها 28 ألف و 200 كيلومتر مربع لذلك فهي تحتل ما معدله 7,1 % من المساحة الإجمالية لإيران، وتحاذيها من الناحية الشمالية محافظتا أذربيجان الغربية وزنجان، ومن الناحية الشرقية تحدها كل من همدان وزنجان أيضاً، وأما جنوباً فتجاورها محافظة كرمانشاه، ومن الغرب فهي تحاذي دولة العراق.
أهم المدن التابعة لمدينة سنندج مركز محافظة كردستان هي عبارة عن: مريوان، سرو آباد، ديوان دره، سقز، بانه، دهكلان، قروه، بيجار، كامياران.
كلمة كردستان مكونة من كلميتن، هما " كرد " التي تشير إلى القومية الكردية و " ستان " التي تعني مكان، وقد تم تركيب هاتين الكلمتين لأول مرة في العهد السلجوقي لتبقى متداولة على الألسن حتى يومنا هذا.
الغالبية العظمى من سكنة محافظة كردستان التي تقع غربي إيران هم من الأكراد الذين يتكلمون بلهجات كردية مختلفة في حين أن سكنة النواحي الشرقية في مدينة قروة وياسوكند وكذلك القرى الشمالية لمدينة بيجار يتكلمون باللغة التركية الأذربيجانية.
هذه المحافظة معروفة بمرتفعاتها الجبلية المنتاثرة في كل بقعة من بقاعها مما جعلها مناطق تستقطب السائحين نظراً لجمالها وروعتها وخضرتها، ومن أبرز جبالها ما يلي: جبل كوچسار، جبل شيخ معروف، جبل پنجه علي، جبل كاني چرمه، جبل حلقه مسير، جبل سنا سره، جبل ميانه، جبل مسجد ميرزا، جبل ملا كاوو، جبل حسين بيك، جبل پيازه، جبل تخت، جبل هوعالي داغ، جبل چهل چشمه، جبل هوار برزه، جبل چرخ لان، جبل سراج الدين. وأعلا قمة في هذه الجبال يبلغ ارتفاعها 2800 م عن سطح البحر.
وفيما يلي نذكر أهم المعالم السياحية والطبيعية في محافظة كردستان:
* منتجع " آبيدر " السياحي في سنندج
مدينة سنندج محفوفة بالكثير من المعالم الطبيعية الجميلة ومن جملتها منتج " آبيدر " الجبلي الترفيهي الواقع غربي المدينة حيث يستقر بين جبال شاهقة يبلغ ارتفاعها 2500 م عن سطح البحر، وهذا المنتج مليء بشتى أنواع الأشجار والنباتات الخضراء ناهيك عن الينابيع السيالة بالمياه العذبة، ويعتبر هذا المنتجع أكثر المنتجعات استقطاباً للسائحين في محافظة كردستان إذ تقصده أعداد كبيرة في كل عام من شتى أرجاء إيران.
يتضمن هذا المنتجع جبلين أحدهما " آبيدر " الكبير الذي يبلغ ارتفاعه 2550 م عن سطح البحر و " آبيدر " الصغير الذي يبلغ ارتفاعه 2350 م عن سطح البحر تقريباً وهذه الكلمة تعني سيلان المياه وذلك نظراً لوفرة مياهه العذبة وتدفقها من كل مكان.
وإلى جانب هذا المنتج الطبيعي الجبلي هناك غابات ومباني تراثية مثل مبنى خسرو آباد وآصف ووكيل إلى جانب مباني أخرى.
وأما أكبر حديقة فيه فهي حديقة " أميرية " التي شيدت فيها أكبر سينما غير مسقفة في العالم حيث تبلغ شاشة العرض فيها 12 X 25 م وتسع لعشرة آلاف متفرج وقد تم تنظيم البث فيها بحيث يمكن استقباله في المنطقة على موجات الراديو بترددات FM .
* السوق القديمة في سنندج
السوق القديم في مدينة سنندج يعد أهم سوق شعبي في محافظة كردستان وهو يقع على جانبي شارع " انقلاب " الكبير في مركز المدينة وقد تم تأسيسه في عام 1046 هـ وهو على شكل مستطيل كبير يسمى جانبه الشمالي " بازار سنندجي " وجانبه الجنوبي يسمى " بازار آصف ".
هذا السوق فيه سلع كثيرة ومتنوعة تلبي جميع حاجات المواطن وقد تم تشييد مراكز تسويقية جديدة إلى جانبة لذلك بقي مزدهراً من الناحية الاقتصادية حتى يومنا هذا حيث يقصده الناس من جميع القرى والأحياء في المدينة.
* مبنى " سالار سعيد " أو متحف سنندج
من جملة المباني التراثية في مدينة سنندج، مبنى " سالار سعيد " الذي أصبح متحفاً تراثياً للمدينة حيث يقع في شارع الإمام الخميني (رحمه الله) وفي زقاق حبيبي بالتحديد وقد جمعت فيه العديد من الآثار التي تم استخراجها من الحفريات التي أجريت من قبل علماء الآثار في محافظة كردستان وبعض مدن إيران.
يتكون هذا المتحف من قسمين أساسيين، أحدهما متحف للآثار القديمة والآخر متحف للتراث الشعبي، وفيه آثار تعود إلى عهود ما قبل التأريخ.
* مبنى " آصف " أو " خانه كرد "
من جملة المباني الشهيرة في مدينة سنندج، " آصف " أو ما يطلق عليه السكنة المحليون " خانه كرد " وهو مثال للهوية الثقافية للشعب الكردي لذلك فهو يعد واحداً من أهم الآثار الثقافية الموروثة في كردستان حيث يقع في شارع الإمام الخميني (رحمه الله).
هذا المبنى أصبح اليوم متحفاً للتراث الشعبي الخاص بالشعوب الكردية وهو أكبر متحف من نوعه في الجمهورية الإسلامية بأسرها ويرجع تأريخ تشييد بنائه إلى العهد الصفوي بواسطة الميرزا علي نقي خان لشكر نويس المعروف باسم آصف الأعظم.
يتكون هذا المبنى التراثي مما يلي: ورشة للرسم، باحة أمامية، حمام كبير، غرف عديدة وبأحجام مختلفة، دار تعليم، ورشة لتعليم الحياكة، ورشة لتعليم صياغة الحلي، جناح خاص بمعدات الزراعة، رواق للمشاغل والفنون، قسم للوثائق والصور التأريخية، غرفة إدارة، جناح خاص لأنماط الثياب والألبسة المحلية، غرفة مخصصة لمختلف أنواع وسائل الصيد، جناح مخصص للحرف اليدوية، غرفة لاستعراض أهم أنوع الوجبات المحلية والحياة القروية، مكتبة كبيرة، أرشيف كبير للوثائق.
* مبنى " خسرو آباد "
يقع هذا المبنى التراثي في شارع خسرو آباد " شبيلي " بمدينة سنندج وقد تم تشييده سنة 1223 هـ بواسطة أمان الله خان أردلان الذي كان والياً على إقليم كردستان آنذاك حيث تبلغ مساحته 6000 متر مربع وهو عبارة عن تحفة فنية إبداعية منقطعة النظير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأسرها وقد اتخذ قديماً كمقر رسمي لحكومة أردلان وحظي باهتمام كبير من قبل الحاكم خسرو خان أردلان.
يتكون هذا المبنى من بنايتين وحديقة كبيرة، ففي جانبه الغربي قصر ملكي مدخله مشيد على أعمدة، وأما جانبه الشرقي ففيه بناء مكون من عدة أجزاء كالحمام وغرفة الخدمة والحراس، حيث تم تزيينهما بزخارف ونقوش هي الغاية في الروعة والجمال اعتماداً على نقوش الجبس والطابوق.
* مبنى " مشير ديوان "
مبنى " مشير ديوان " هو أحد الأبنية التراثية الجميلة في مدينة سنندج، حيث يقع في شارع الشهداء وقد تم تشييده في العهد القاجاري بأسلوب معماري إيراني أصيل.
تم تشييد هذا المبنى بواسطة الميرزا يوسف مشير ديوان الذي كان مستشاراً لحاكم المنطقة آنذاك الميرزا رضا كما كان نائباً عنه، ويتكون من سبع باحات وكل واحدة منهن شيدت وفق نمط معماري فريد ومختلف عن الأخريات وفيها أماكن خاصة وعامة وتشريفية وخدمية وصحية، وفي القسم الداخلي من المبنى هناك رواق مشيد على أعمدة كبيرة وفيه العديد من الأبواب والنوافذ المكونة من زجاج بألوان زاهية.
* مبنى " أمجد الأشراف "
مبنى " أمجد الأشراف " في مدينة سنندج هو أحد المباني الموروثة من العهد القاجاري وقد تم تشييده من قبل المير أبي طالب التاجر الأصفهاني في عهد الحاكم أمان الله خان أردلان، حيث يقع في شارع صلاح الدين الأيوبي وفيه باحة مفروشة بالحجر وحوض كبير وحمام ورواق وحسينية.
هذا المبنى مزين بنقوش الفسيفساء الجميلة التي رصفت إلى جنب بعضها بأسلوب معماري فذ منقطع النظير كما نقشت فيها نقوش من الجبس والطابوق.
* مبنى " وكيل الملك "
إحدى المباني الجميلة والجذابة في مدينة سنندج، مبنى " وكيل الملك " الذي يقع في شارع كشاورز وهو ملك شخصي لأسرة وكيل حيث تضمن ثلاث باحات وحمام خاص وحمام عام، وهو مجاور لحديقة عامة اسمها " سبيدار " وقد تم تشييده في العهد الزندي وبعض أجزاء البناء فيه ترجع إلى العهد القاجاري.
هناك الكثير من الزخارف والنقوش الجملية في شتى أرجاء هذا المبنى التراثي وسقفه شيد بشكل مائل، وقد نقشت على جدرانه شتى أنواع نقوش الأشجار والحيوانات.
* حمام " وكيل الملك "
مبنى وكيل الملك فيها حمام كبير وقديم ويرجح علماء الآثار أنه كان مخصصا لأعضاء عائلة وكيل فقط ويبدو أنه شيد في العهد الزندي.
* حمام " خان "
الحمام الشهير الآخر في مدينة سنندج هو حمام " خان " الواقع في الجانب القديم من المدينة شمالي السوق المسقف وإلى جوار مسجد اسمه داروغة، حيث يمكن للسائح الذهاب إليه من شارع انقلاب أو طالقاني من جهة ساحة انقلاب.
في هذا الحمام حجر منقوش يرجع تأريخه إلى عهد حكومة أمان الله خان أردلان والي كردستان آنذاك، وهو أحد أشهر وأجمل المباني التراثية في المدينة حيث اكتمل بناؤه سنة 1220 هـ.
* حمام " شيشه "
في الجزء الشمالي من شارع كشاورز وإلى جانب جسر ومسجد ملا ويسي بمدينة سننددج، هناك حمام تراثي اسمه " شيشه " وهو مشيد من الطابوق الحجر وفيه خزان للمياه الحارة والباردة وعدة أعمدة حجرية ومنصات لجلواس المستحمين فيه.
* جسر " قشلاق "
يقع جسر " قشلاق " شرقي مدينة سنندج وعلى نهر بنفس هذا الاسم، حيث تم تشييده بأمر من الملك صفي بواسطة الحاكم سليمان خان أردلان سنة 1046 هـ ويقع على الطريق الرابط بين مدينتي سنندج وهمدان.
يبلغ طول هذا الجسر 78 م وعرضه 3 م وفيه ستة أقواس وهو مشيد من الطابوق وقد تم اعماره في العهد القاجاري بعد تعرضه لخراب في بعض أجزائه.
*مسجد "دار الإحسان "
المسجد الجامع في مدينة سنندج اسمه مسجد " دار الإحسان " وقد تم تشييده بأمر من الحاكم أمان الله خان أردلان سنة 1228 هـ إبان حكومة الملك فتح علي شاه القاجاري.
يتكون هذا المسجد من رواقين أحدهما شرقي والآخر غربي وهناك منارتان فوق الرواق الشرقي وأما الباحة الكبيرة فهي مكونة من 12 غرفة وتتقوم على 24 عموداً من الحجر، وعلى جوانب جدرانه نقوش قرآنية تم تدوينها بالخط الكوفي في كاشي الفسيفساء الجميل المتعدد الألوان.
يقع هذا المسجد في الجانب الشمالي من شارع الإمام الخميني (رحمه الله) وفي الجانب القديم من المدينة ويمكن اعتبار فن العمارة المستخدم فيه بأنه فريد من نوعه في الجمهورية الإسلامية بأسرها وقد تم تدوين نقوش وآيات على أحجار الرخام الرائعة إضافة إلى بعض نقوش الورود والأشجار، كما في وسطه حوض حجري ونافورة جميلة.
وقد كان في سالف الأيام مركزاً علمياً هاماً حيث يجتمع فيه علماء الدين للتدريس وتعليم أحكام الشريعة حيث يتم تأمين نفقاته المالية من حدائق مخصصة له في قرية " خليچيان " الواقعة شمالي مدينة سنندج.