الشاهر لـ" تسنيم": أدوات "أمريكا" في الجنوب بوضع سيء والجيش السوري متأهب

الشاهر لـ" تسنیم": أدوات "أمریکا" فی الجنوب بوضع سیء والجیش السوری متأهب

حالة من التجاذبات الدولية تشهدها الساحة السورية في ظل واقع ميداني دقيق وشائك، فمع أي عملية للجيش السوري تتقدم الاجندات وتحاول الدول الراعية للإرهاب الحفاظ على عملائها، عبر الحديث عن حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية و"المعارضين المعتدلين".

في لقاء حصري لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أجاب الدكتور "شاهر الشاهر" أستاذ العلاقات الدولية ورئيس تحرير مجلة الدراسات العسكرية الاستراتيجية السورية، عن آخر التطورات في منطقة الجنوب في ظل نية الجيش السوري وحلفائه تنفيذ عملية عسكرية كبرى لتحريره من التنظيمات الإرهابية.

*- بعد وصول الجيش السوري للحدود الجنوبية كيف ينعكس هذا على بقية الجبهات كالشمال والشرق؟

**- من حيث المبدأ من حق الجيش العربي السوري الوصول إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، فبعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري في "الغوطة الشرقية" و"الحجر الأسود" وتأمين محيط العاصمة "دمشق" كان القرار بأن تكون القبلة القادمة جبهة الجنوب للقضاء على الارهاب هناك وتأمين الخط الدولي وصولاً الى الحدود الاردنية لما لذلك من اهمية استراتيجية.

وتزامن الحشد باتجاه جبهة الجنوب مع تصريحات الرئيس "بشار الأسد" الأخيرة والتي اشارت بشكل واضح الى عصابات "قسد" وانه لا يوجد ما يمنع الجيش السوري من استهدافها في حال لم تنجح المصالحات معها، إذاً هناك قرار استراتيجي سوري يدعمه حلفاؤنا بحق الجيش السوري باستعادة كامل اراضي "الجمهورية العربية السورية"، واعتقد أن العشائر العربية في منطقة "الفرات" سوف يكون لها دور اساسي في المرحلة القادمة في تشكيل مقاومة شعبية ضد الاحتلال الامريكي والتركي وقوات سورية الديمقراطية.

*- ماهي رؤيتكم لمصير منطقة "التنف" بعد سعي "الولايات المتحدة الأميركية" لاستثمار القوات التي جمعتها هناك بما فيها حتى تنظيم "داعش"؟

**- "الولايات المتحدة" تحتل مناطق من الدولة السورية منها منطقة التنف الحدودية مع "العراق"، التي تستخدمها قاعدة لتدريب العصابات المسلحة لمقاتلة الدولة السورية، والحكومة السورية مصرة على استعادة هذه المنطقة وباقي المناطق.

وتستثمر الدولة السورية الانتصارات والوضع الحرج الذي تعاني منه أدوات "امريكا" في الجنوب إذ لا خيار امام هذه العصابات سوى الاستسلام أو القتل، لذا تضغط الحكومة السورية لمقايضة الخروج الامريكي من التنف مقابل ايقاف المعركة في الجنوب والقبول بالتفاوض وسيلة لتحرير الجنوب السوري، وهو ما اكده وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحفي الاخير حيث اكد انه لا تفاوض في الجنوب اذا لم يقابله انسحاب امريكي من التنف.

* - هل المفاوضات بين الجانب الروسي و"الولايات المتحدة الأميركية" بخصوص التنف ستؤدي إلى توافق وبالتالي انسحاب "لأميركا" من المنطقة؟

**- حلفاء وأدوات "أمريكا" في وضع سيء في الجنوب، والجيش السوري يتقدم، والقرار اتخذ بتحرير الجنوب، وعند بدء المعارك سيكون حلفاؤنا معنا في هذه المعركة وليس هناك ما يمنعهم من ذلك و"اسرائيل" لن تكون بمأمن من وصول الجيش السوري وحلفائه الى حدودها لمطاردة العصابات المسلحة، وليس من مصلحة اسرائيل الفوضى على حدودها مع "سورية"، وكذلك الحليف الآخر للولايات المتحدة "الأردن" الذي يعاني اضطرابات داخلية تجعله لا يحتمل حصول اضطرابات بالقرب من حدوده مع "سورية" خاصة ان هذه الجماعات الاسلامية التي تقاتلها الدولة السورية هي من يقود الحراك في "الأردن"، لذا اعتقد ان هناك مصلحة كبيرة "لواشنطن" بمنع معركة الجنوب وربما يلعب الروس دور في ضمان عدم وجود قوات غير القوات السورية في الجنوب السوري في حال الانسحاب الامريكي من "التنف".

*- كيف ترون منطقة الشمال بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأسد وهل تبقى جبهة الشمال مؤجلة حتى الانتهاء من الجنوب؟

**- من حيث المبدأ لا تأجيل في أي معركة، ولكن هناك ترتيب أولويات من قبل الدولة السورية، وجبهة الشمال السوري ستفتح، وليس هناك ما يمنعنا من طرد القوات الغازية التركية أو قمع العصابات الكردية الخارجة عن القانون، وربما الوصول لحل وعدم حدوث معركة في الجنوب سيسرع وتيرة المعارك باتجاه الشمال السوري.

*- هل يمكن الربط بين تخوف "إسرائيل" من معركة الجنوب والفشل الذريع للقبة الحديدة بعد أن وقفت عاجزة في التصدي للصواريخ الفلسطينية ومحاولة "إسرائيل" البحث عن منظومة جديدة فهل يمكن الربط هنا؟

**- بكل تأكيد، فإسرائيل وبعد معركة الصواريخ وجدت نفسها تحت مرمى الصواريخ السورية وتكشفت اكذوبة القبة الحديدية، وأدوات "اسرائيل" في الجنوب السوري في وضع لا يحسدون عليه، والجيش السوري وحلفائه قادمون وصولاً إلى الحدود مع "الكيان الصهيوني" وفي حال حصول المعركة وهروب العصابات المسلحة الى العمق الاسرائيلي ليس هناك ما يمنع الجيش السوري من استهدافها داخل "اسرائيل"، وان تخلت "اسرائيل" عن هذه العصابات ستحبط عزيمة باقي الفصائل الارهابية في "سورية".

لذا أعتقد ان "اسرائيل" ستضغط باتجاه منع نشوب المعركة في الجنوب لمنع حدوث الحرب وبالتالي الفوضى بالقرب من حدودها، فعدم حدوث هذه المعركة سيبعد حلفاء سورية عن الحدود مع "الكيان الصهيوني" ولا ننسى الاضطرابات الداخلية في "الاردن" وحساسية معركة الجنوب وتأثيرها على الاحداث هناك.

وختاماً أوكد أن الحرب في "سورية" في نهايتها وأن الجيش السوري استعاد زمام المبادرة والقرار اتخذ بسحق الارهاب وتحرير كامل الاراضي السورية بهمة بواسل الجيش السوري وحلفائه والقوات الإرهابية الأجنبية ستخرج من "سورية" بأسرع مما نعتقد وإلا واجهت مصيراً أسوء مما واجهته في "العراق".

/انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة