تقرير/ تسنيم.. "أم هاشم" تحيك خيوط الأمل لتمنح العوائل بعضا من عوامل الصمود

تقریر/ تسنیم.. "أم هاشم" تحیک خیوط الأمل لتمنح العوائل بعضا من عوامل الصمود

في قلبِ أحد مخيمات النزوح بدير البلح، تعيد أم هاشم، الأربعينية إحياءَ مهارتِها القديمة في الخياطة. داخلَ خيمتِها المتواضعة، تُحولُ الملابسَ البالية إلى أخرى قابلةٍ للاستخدام، مستخدمةً إبرةً وخيطًا علَها تعمل على إعانةِ من تقطعت بهم السبل..

وعن ذلك تقول أم هاشم لوكالة "تسنيم": "منذ بدء نزوحنا ونحن نعاني من الحصار وشح الملابس، لهذا اهتديتُ الى فكرة إعادةِ ترميم الملابسِ البالية والمهترئة لتقي أبنائي وأبناء غيري حر الصيفِ وبرد الشتاء، وفي هذه الأيام أقوم بالتحضير والتجهيز لفصل الشتاء فمعاناتنا مستمرة ولا أفق لحلٍ لمأساتنا".

 فكرةُ المشروع عندما ولد حفيدُها وسطَ الحرب، فلم تكن هناك ملابس للأطفال أو الكبار. وفي ظل  الحصار المطبق على القطاع، وجدت أم هاشم فرصة لإعالة أسرتها من جديد. بمبادرة فردية بدأت بجمعِ الملابسِ المهترئة من المخيم، محولةً إياها إلى قطعٍ أخرى تقي أجساد النازحين من شمسِ النهار وبردِ الليل.

 

.

 

وتسرد أم هاشم بعضًا من تفاصيل معاناتها على المستوى الشخصي وتقول: "النزوح أتعبنا كثيرًا وصعَّبَ علينا الحياة، فأنا رزقت ببنت من ذوي الاحتياجات الخاصة، صار عمرها ستة عشر عامًا، نزحنا الى دير البلح منذ عام، وكانت زوجة ابني حاملا، وليس لدينا ملابس لمولود جديد، ومعنا أيضًا طفل بعمر الستة أشهر، فقررت التوجه الى السوق وشراء ملابس مستعملة، وتحويلها الى ملابس صالحة لاستخدام الأطفال".

مشروع الخياطة الذي أسسته أم هاشم لم يوفرْ لعائلتِها فقط حاجاتِهم من الملابس.. بل أصبح مصدر دعمِ وتدعيمِ صمودِ النازحين في المخيم. رجالٌ ونساءٌ يتوافدون إليها لتجديدِ ملابسِهم، مملوءين بالامتنان لهذا الجهد الذي يصنعُ جمالا وحياةً وسط الموتِ والدمار.

من هنا، في قلب هذه الخيمة تُحيكُ ام هاشم خيوطَ الأمل لتمنحَ هذه العائلاتِ بعضًا من عوامل الصمود في مواجهةِ حرب الابادة.

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة