مسؤول سابق بالخارجية الاميركية: القوة العسكرية والضغوط القصوى لن تجدي مع ايران

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان هاوس كتب في مقال نشرته مجلة "فورين افيرز" الاميركية ان هناك محللين يقولون بانه يجب اللجوء بسرعة الى القوة العسكرية بدلا عن الجهود الدبلوماسية، ومهاجمة القسم الاكبر او جميع اقسام البرنامج النووي الايراني واحداث تغيير سياسي في طهران، وصحيح انه يمكن القضاء على الجزء الاكبر او جميع اجزاء البرنامج النووي الموجود هناك لكن حتى هذا الحل لن يكون حلا دائما، لأن ايران قد حصلت على المعرفة النووية التي لا يمكن القضاء عليها بالقوة، ان عملية عسكرية ناجحة يمكن ان تؤخر ايران عدة سنوات، لكن من الممكن ان تقرر ايران نقل برنامجها النووي الى اماكن اشد تحصينا وبعيدا عن متناول الاسلحة الاميركية والاسرائيلية وتعيد بناء هذا البرنامج.  
  
 وفيما يتعلق بالعواقب التي لا يمكن التكهن بها لمثل هذا الهجوم قال هاوس ان مثل هذا الهجوم ستتخذه ايران تبريرا اضافيا لحاجتها الى السلاح النووي وحتى ورغم تضعيف الحركات الموالية لايران في المنطقة فبامكان ايران ان تهاجم بصواريخها الباليستية اسرائيل ومنشآت النفط والغاز لدول الجوار الحلفاء مع اميركا ومهاجمة المصالح الاميركية عبر شن عمليات "ارهابية". 

 ويضيف ريتشارد هاوس في مقاله ان اسعار النفط والغاز سترتفع وتزيد مستوى التضخم في العالم ويتراجع النمو الاقتصادي. كما ان تداعيات مثل هذا الهجوم على الاوضاع الداخلية في ايران لا يمكن التكهن بها ايضا، فمثل هذا الامر وبقدر ما يمكن ان يتسبب بحدوث احتجاجات داخلية يمكن ان يعزز النزعة الوطنية، وعلى الصعيد الدولي ايضا يمكن لمثل هذا الهجوم الاستباقي ان يزعزع الاستقرار لأن الآخرين يمكن ان يعتبروها ذريعة لشن هجمات على منافسيهم.

وتابع ريتشارد هاوس ان عددا آخر من المحليين اقترحوا استخدام سياسة الضغوط القصوى على ايران لكن تاريخ العقوبات لم يظهر امكانية بلوغ مثل هذه الاهداف الطموحة، خاصة مع تحديد سقف زمني لذلك.  
 
واعتبر هذا المسؤول الاميركي السابق ان السياسة الصحيحية هي ان تباشر واشنطن باتباع الدبلوماسية ازاء ايران لكن مع الاحتفاظ بتهديد استخدام الخيار العسكري (وفق تعبيره).
 
واقترح ريتشارد هاوس على دونالد ترامب ان يستغل فرصة التفاوض مع ايران قبل ان تتمكن طهران من اعادة بناء حلفائها الاقليميين وكتب : يمكن للألماس ان يستمر للأبد لكن الفرص ليست هكذا وكما يعلم مؤلف كتاب "فن التعامل" جيدا يجب استغلال الفرص بسرعة.

/انتهى/