اليوم .. ذكرى رحيل الامام الخميني قدس سره الشريف
تصادف اليوم ، الرابع من حزيران ( 14 خرداد ) ، الذكرى الاليمة الرابعة و العشرين لرحيلِ مفجر الثورة و مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الإمامِ روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف) ، الذي حقق بنهضته المباركة حلم الانبياء كما اكد ذلك الشهيد الرابع المفكر الاسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر .
لقد قاد سماحة الامام الراحل نهضة الشعب الايراني ضد النظام الملكي المقبور الذي كان يريد استغلال رحيل المرجع الديني السيد محمد حسين البروجردي طاب ثراه الذي كان عائقا أمام تنفيذه المخططات الامريكية و التي تمثل أحدها بمصادقة البرلمان حينذاك علي قانون أداء القسم بأي دين ، و ليس بالقرآن الكريم ، الذي كان يعارض نص الدستور الايراني ، الذي يعلن أن ايران بلد مسلم و يعتمد مذهب اهل بيت الرسول الاعظم (ص) . و بعد فترة صادق علي قرار منح الحصانة للامريكان في ايران . و أول من نهض بوجه الشاه المقبور كان الامام الخميني حيث وجّـه حدة انتقاداته لرئيس الوزراء ، ثم بعد أن رأي تجاهل النظام لانتقادات المرجعية الدينية ، تحول خطابه نحو رأس الهرم الذي يتمثل بالشاه وانتقده بشدة. و لما أراد الشاه استعراض عضلاته كي يظهر بأنه لايزال قويا ، توجه الي مدينة قم المقدسة فوقف الي جانب الحرم الشريف للسيدة فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم (عليهم السلام) ليلقي خطابه ، فغضب لقلة عدد الحاضرين و اغلاق الاسواق و المحلات و تّفوه بكلمات شديدة اللهجة ضد مراجع الدين الذين وصفهم بـ"الرجعيين" .
و بعد هذا الخطاب اعتلي الامام الخميني الراحل ، المنبر ليوجه سهام انتقاداته الحادة للشاه شخصيا ، فكانت النتيجة اعتقال سماحته . و بعد انتشار النبأ خرجت الجماهير الغاضبة في طهران و قم و مشهد و شيراز وغيرها من المدن ، احتجاجا علي اعتقاله ففتح جلاوزة الشاه النار علي المتظاهرين ما أسفر عن استشهاد عدد كبير منهم . و اضطر الشاه المقبور الي وضع سماحة الامام قيد الاقامة الجبرية لمدة عشرة اشهر ، ثم أفرج عنه بعد احتجاجات الشعب فعاد الي مدينة قم المقدسة حيث كان في استقباله الحشود الغفيرة من اهالي المدينة . و في الذكري السنوية الاولي لشهداء 5 حزيران ( 15 خرداد ) ، خطب الامام الراحل فانتقد الشاه بشدة ، ما اضطره الي ابعاده خارج الوطن . لكنه عاد الي البلاد بعد 13 عاما مظفرا وسط استقبال مليوني من الجماهير بدء من مطار طهران وانتهاء في مقبرة جنة الزهراء جنوب العاصمة علي بعد 30 كيلومترا . و بعد قيادته الثورة و الجمهورية الاسلامية على مدى عشرة اعوام ، ودع الحياة ظافرا مظفرا محققا لما يحققه الكثيرون . و التحق في مثل هذا اليوم بالرفيق الاعلى و صلي عليه المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني الذي أم الحشود المليونية في مصلي طهران الكبير و دفن الى جانب الشهداء في مقبرة جنة الزهراء ، حسب وصيته ، بعد تشييع جماهيري مهيب لم يشهد له التاريخ مثلبا شارك فيه اكثر من 8 ملايين . فسلام عليه يوم ولد و يوم اقام دولة الاسلام و يوم التحق بالرفيق الاعلي راضيا مرضيا ، و يوم يبعث حيا مع الانبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا .
و بهذه المناسبة الاليمة اقيمت اليوم مراسم حاشدة غص المرقد الطاهر بالحشود المليونية التي حضرت من مختلف انحاء البلاد لتشارك في تخليد هذه الذكري بعد 24 عاما على الرحيل و تجديد العهد و الميثاق مع هذا الرجل العظيم و خلفه قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي . ومنذ الساعات الاولى لصباح هذا اليوم توجهت حشود الجماهير نحو المرقد الطاهر للامام الراحل بجنوب طهران اضافة الي استقبال أنصار الثورة الاسلامية القادمين من مختلف مدن الجمهورية الاسلامية الايرانية بينهم من وصلوا العاصمة مشيا علي الاقدام بعد قطعهم مسافات طويلة دامت عدة ايام . و غص حرم مؤسس النظام الاسلامي بالحشود الغفيرة بانتظار الخطاب الهام السنوي لخليفته قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي أمام هذا الحشد المليوني .