تقرير "تسنيم" عن طائرة الاستطلاع التي استعرضها الامام الخامنئي مؤخرا... برنامج إيران لصنع طائرات استطلاع بمحركين
خلال زيارة قائد الثورة الاسلامية الأخيرة لمعرض منتوجات الشركات العلمية، تم استعراض أول طائرة استطلاع ذات محركين بشكل خاص، حيث تشير المعلومات أن هذه الطائرة هي أول طائرة استطلاع ذات محركين يصنّعها القطاع الخاص في القطاع الخاص.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء انه في يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 8 تشرين الأول قام قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السّيد علي الخامنئي بزيارة معرضًا لإنجازات ومنتوجات الشركات العلمية.
خلال هذا المعرض وإضافة الى استعراض عدد من الانجازات والمنتوجات، تم استعراض طائرة ذات محركين بشكل خاص أمام الامام الخامنئي حيث تشير المعلومات أن هذه الطائرة هي أول طائرة استطلاع ذات محركين يصنّعها القطاع الخاص .
ولا بد هنا من ذكر أن الطائرة أعلاه تم استعراضها سابقا خلال شباط وحزيران من هذا العام من قبل رئيس الجمهورية حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني.
طائرات ايرانية بمحرك واحد وبمحركين
وإلى تاريخه، كانت كافة طائرات الاستطلاع الايراني إلّا نموذج واحد (من طراز سرير) ذات محرّك واحد. حتى طائرات الاستطلاع الايرانية الكبيرة من طراز "فطرس"، "شاهد 129"، و"حماسه" والمشابهة للطائرات الأجنبية من طراز "MQ-1" و "هرمس - 450" مزودة حتى اليوم بمحرّك احتراق داخلي. ولم يتم الكشف حتى اليوم عن ميّزات طائرة سرير الايرانية والتي شاركت في العديد الاستعراضات العسكرية التي أقيمت مؤخّرًا. هذا الطائرة مزوّدة بمحرّك في مقدّمة الطائرة وآخر في مؤخرتها.
كيف يتم زيادة فعالية طائرات الاستطلاع من دون طيار؟
من أجل زيادة فعالية الطائرة بدون طيار، خاصّة فيما يخص الوزن الاجمالي التي تستطيع حمله ومدة التّحليق وسرعتها، هناك طريقتين، الأولى والتي يتّم استخدامها في تصنيع أغلب طائرات الاستطلاع هي استخدام محرّك ذات قوّة كبيرة مثل محرّك (jet turboprop) كالمستخدم في طائرة MQ-9 أو محرّك (turbofan engine) كالمستخدم في طائرات الاستطلاع RQ-4 أو حتى المحرّك من طراز (turbo jet). وبطبيعة الحال فإن هذه الوسيلة تتطلب دفع تكاليف أكثر وذلك ثمن هذا المحرّك المتطور.
الطّريقة الثانية، وهي استخدام محرّكين للطائرة حيث يؤدّي هذا الأمر الى زيادة فعالية هذه الطائرات من دون طيّار. وعلى الرغم من أن أكثر طائرات الاستطلاع من حول العالم هي طائرات ذات محرّك واحد، إلّا أن هناك أسباب عديدة تدفع بعض المصنعين إلى ترجيح كفة تصنيع الطائرات ذات المحركين على الطائرات ذات المحرّك الواحد أن كان الطّرف المصنع هي شركات تستطيع التّعاون مع شركات المحركات من حول العالم أو حتّى الشركات التي تقع تحت وطأة الحظر.
ميزات استخدام الطائرات من دون طيار بمحركين
بشكل عام فإن الخصائص الأساسية لاستخدام طائرات ذات محركين هي رفع نسبة دقة الطائرة، زيادة سرعتها، وزيادة مديات طيرانها، وكذلك زيادة إمكانيّتها لحمل مزيد من الأوزان. في الطّرف المقابل، هناك تحديات تواجهه صناعة مثل هذه الطائرات وفي السّعر النهائي لكل طائرة، إضافة إلى كلفة تصليحها، تحتاج إلى كميات أكبر من الوقود ووزنها المرتفع. ولهذه الأسباب وبالنظر إلى المهمة التي توكل إلى طائرات الاستطلاع يتم تحديد أيّ نوع من الطائرات التي يجب استخدامها بشكل يخدم هدف تنفيذ المهمة بشكل حاسم.
على سبيل المثال لا الحصر، ومن أجل تنفيذ مهمة استطلاع جوية فوق البحر، وبسبب المسافة الكبيرة التي يجب أن تقطعها طائرات الاستطلاع إضافة إلى حملها لمعدّات تجسسية متعدد وغالية الثمن، يُحبذ استخدام الطائرات ذات المحركين الأمر الذي يزيد من نسبة الثقة في تنفيذ المهمة وكذلك تُمكّن المتحكّم بالطائرة من تزويدها بحمولة أكبر.
استخدام طائرات ذات المحركين يعزز من الثقة في تنفيذ الطائرة لمهامها، حيث أن أي تعطّل في أحد محركاتها لا يؤدي الى سقوطها أو خروجها من الخدمة الفعلية بل تستطيع إكمال مهمتها بمحركها الآخر حتى إتمامها وهبوطها بشكل سالم وخصوصا تلك الطائرات التي تنفذ دوريات استطلاع لساعات طويلة فوق المناطق السكنية أو قربها، فوجود محركين يمنع من سقوطها فوق هذه المناطق المأهولة وبالتالي لا يعرض المدنيين فيها الى أي أذى. هذه الفكرة دفعت الى تصنيع أوروبا لطائرة استطلاع جديدة ذات محركين تحمل اسم RPAS حيث من المقرر أن تدخل الخدمة الفعلية خلال العقد المقبل.
نماذج طائرات من دون طيار بمحركين حول العالم
هناك العديد من نماذج طائرات الاستطلاع ذات محركين في العالم نظير طائرة "RQ-5 هانتر" من صناعة الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ طول جناحها 10.5 أمتار وتستطيع حول أوزان تصل الى 90 كيلوغراما كما تستطيع الطيران لمدة تصل الى 21 ساعة متواصلة. طائرة استطلاع أخرى ذات محركين هي طائرة "P.1HH Hammerhead" من صناعة إيطالية ويبلغ طول جناحها 14 مترا وتستطيع حمل أوزان تصل الى 500 كيلوغراما كما تستطيع الطيران لمدة 16 ساعة متواصلة.
طائرة "Rustom-H" من صناعة الهند وتحلق على ارتفاع يصل الى 10660 متر كما تستطيع حمل أوزان تصل الى 350 كيلوغراما. طائرة "AKinci" من صناعة تركيا وتحلق على مدى 12190 مترا وتستطيع حمل أوزان تصل الى 1350 كيلوغراما كما تستطيع التحليق لمدة تصل الى 24 ساعة. طائرة "United-40" من صناعة الامارات العربية المتحدة تستطيع التحليق على ارتفاع يصل الى 7000 متر كما تستطيع حمل أوزان تصل الى 1050 كيلوغراما فيما ادّعى الطرف المصنع لها أنها تستطيع التّحليق 5 أيام متواصلة.
آخر ثلاث طائرات مذكورة أعلاه تملك أجنحة يصل طولها الى 20 مترًا، فيما تتوارد الأخبار من مصنعي الطائرة الأوروبية RPAS أن طول جناحها قد يصل الى 26 مترا وهي مجهزة بمحركين من طراز (TURBOPROP) ومن المفترض أن تنفذ أول طيران لها خلال العام 2024، ومن ميزات هذه الطائرة أنها تستطيع التحليق على ارتفاع يصل الى 13700 متر كما تستطيع حمل أوزان تصل الى 2300 كيلوغراما.
الطائرة الايرانية الجديدة
الطائرة الايرانية ذات المحركين مصنعة من مواد كربونية مركبة لمنحها الوزن الأمثل، كما تتمتع هذه الطائرة بشكل ذيل مزدوج وهذا خيار جيّد للغاية لطائرات الاستطلاع الصّغيرة والمتوسطة حيث أن هذا الشكل يمنحها القّوة الكافية إضافة الى أنه يمنحها وزنا مناسبا. محركي هذه الطائرة تم وضعهمها على جناحي الطائرة كما أن فراشات المحركين هما من نوع الجاذب (يعني يجذب الهواء من مقدمة الطائرة الى خلفها) وذلك من أجل زيادة سرعة الطائرة. وبالنظر إلى أنه تم استخدام محركات كابسة في تصميم هذه الطائرة فلا بد أنهما قد وفّرا مجالا أكبر لضب وإطلاق عجلات الهبوط وكذلك منح بعض المجال لوضع خزانات الوقود التي يحتاجها المحركين.
لا يختلف شكل مقدمة الطائرة الايرانية عن مقدمات طائرات الاستطلاع المشابهة من حول العالم، ويحتوي على مكان كافٍ للمحسوسات وخاصة آنتن الاتصالات. ونظرا إلى أن أغلب أجهزة التّجسس التي تصنعها وزارة الدفاع والشركات العلمية الايرانية الخاصة، لن يكون هناك مشكلة في حمل هذه الطائرة للأوزان التي يجب أن تحملها من أجل تنفيذ المهام الموكلة إليها.
كما أنّه بالنظر الى شكل جسد الطائرة المُصمم، لن يكون هناك حاجة الى زيادة طولها حيث من المتوقع أن تؤدّي هذه الطائرة مهامها بجسد صغير نسبيا. كما أن جسد الطائرة من الأسفل يسمح لتركيب معدات بصرية أو رادارية مع زاوية رؤية 360 درجة.
بالنظر الى أبعاد الطائرة فإن طول جناح الطائرة يبلغ تقريبا 8 أمتار وكل جناح سيحمل محرك، وهي تستطيع الطيران على ارتفاعات تتراوح بين 7000 و 8000 متر وهو ارتفاع مناسب من أجل مهمة التجسس الجوي. ومن المفترض أن تبلغ مدّة طيران هذه الطائرة حوالي 10 ساعات متواصلة.
اليوم وإضافة الى التطور في التقنيات المستخدمة لتكوين البنية التحتية لطائرات الاستطلاع، يجب على المصممين والمصنعين أن يتجهوا نحو الاستخدام الأمثل لأي نموذج وذلك بعدم التّقيد بنموذج موجود والتّصنيع على أساسه، بل يجب النظر الى كافة مجالات تصنيع هذه الطائرات في كافة الميادين والمضي قدما في تصنيع أفضل الطائرات بأفضل الامكانات وأقل التكاليف.
إن تصميم وصناعة نموذج لطائرة استطلاع ذات محركين من قبل شركة علمية إيراني هي بشارة عن إمكانية بداية هكذا نوع من التصنيع بتقنيات جديدة والاستفادة من الطاقات الموجودة من أجل إنتاج تصاميم ونماذج عن لطائرات استطلاع من دون طيار وذلك من أجل تنفيذ مهام عسكرية ومدنية متنوعة فوق البر أو البحر.
/انتهى/