محمد الضيف.. الرعب الذي طارد "إسرائيل" دون أن تتمكن منه

محمد الضیف.. الرعب الذی طارد "إسرائیل" دون أن تتمکن منه

فشل جيش الاحتلال في الوصول للمطلوب الأول في كتائب القسام وقائد أركانها، محمد الضيف، بعد أن نجا أمس السبت، من محاولة اغتيال، نفذها سلاح الجو الإسرائيلي بقصف استهدف منطقة- المواصي- غرب مدينة خان يونس جنوبي غزة، مدعيا وجوده فيها.

وأسفرت العملية عن استشهاد ما يزيد عن مئة فلسطيني من المدنيين، وإصابة المئات بجروح بالغة، حيث استخدم سلاح الجو ذخيرة أمريكية الصنع وهي عبارة عن قنابل شديدة الانفجار من طراز "JDAM" موجهة بالليزر وتعتمد على تكنولوجيا استشعار متقدمة يتم توجيهها بالذكاء الصناعي.

منذ وقوع الحدث وحتى كتابة هذه السطور، تناولت الصحافة الإسرائيلية بشكل لافت التاريخ الحافل لمخابرات الاحتلال وفشلها في الوصول للمطلوب الأول في كتائب القسام محمد الضيف، الذي تطارده مخابرات الاحتلال منذ تسعينات القرن الماضي دون أن تتمكن من الوصول إليه.

الضيف وهو لقب اشتهر به بسبب أسلوب حياته المتنقل، واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري من مواليد عام 1965، وكان من أوائل القادة المؤسسين للجهاز العسكري لحركة حماس في أواخر ثمانينات القرن الماضي، اعتقلته سلطات الاحتلال في العام 1989 ثم أفرج عنه بعد عام ونصف، قبل أن يعاد اعتقاله مجددا على أيدي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في العام 2000.

ترأس الضيف الجناح العسكري لكتائب القسام في العام 2002، بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة، ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف مخابرات الاحتلال من تتبعه ومطاردته ومحاولة الوصول إليه ولكن دون جدوى.

يستعرض التقرير التالي بتسلسل زمني أبرز محاولات الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة لقائد كتائب القسام محمد الضيف:

محاولة اغتيال 2002

في ذروة انتفاضة الأقصى وتحديدا في أيلول/ سبتمبر 2002، قصفت طائرات إسرائيلية من طراز أباتشي سيارة كان يستقلها "الضيف" في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، ولكنه نجا بأعجوبة رغم إصابة السيارة بشكل مباشر وارتقاء اثنان من مرافقيه.

ادعى آنذاك رئيس جهاز الشاباك "آفي ديختر"، أن الضيف أصيب إصابات بالغة أفقدته إحدى عيناه، وأجبرته على الجلوس على كرسي متحرك، وظل هذا الادعاء راجحا لدى أجهزة أمن الاحتلال دون أن يتم إثبات ذلك.

محاولة اغتيال 2003
بعد عام واحد فقط من محاولة اغتياله الأولى نجا الضيف محاولة جديدة استهدفت اجتماعا خاصا لقيادات حركة حماس في حي الدرج في البلدة لمدينة غزة، بحضور الشيخ المؤسس أحمد ياسين وقيادات أخرى من الحركة.

خرجت تقارير إسرائيلية آنذاك ادعت أن الصاروخ انحرف عن مساره، ولم يصب الشقة التي كان يتواجد فيها الضيف ورفاقه أثناء الاجتماع، وهو ما كان سببا في نجاتهم.

محاولة اغتيال 2006
في تموز/ يوليو 2006، تعرض الضيف لمحاولة اغتيال جديدة، خلال مشاركته باجتماع جمعه برؤساء الذراع العسكري لكتائب القسام، في أحد منازل مدينة غزة، حيث أسفر الاستهداف عن ارتقاء 10 شهداء، لم يكن الضيف من بينهم.

ادعى رئيس جهاز الشاباك آنذاك يوفال ديسكين، أن الضيف أصيب إصابة بالغة الخطورة أدت لبتر إحدى ساقيه، ولكن دون اثبات ذلك.

محاولة اغتيال 2014
في ذروة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف العام 2014، وتحديدا في الـ19 من آب/ أغسطس، شن سلاح الجو الإسرائيلي قصفا عنيفا استهدف عائلة الدلو في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، أدى لاستشهاد زوجة الضيف "وداد الدلو" وابنه الرضيع "علي" ذو الثمانية أشهر.

راهنت دولة الاحتلال على نجاح هذه العملية على أمل أن تغير من مسار الحرب لصالحها، ولكن تبين لاحقا أن مخابرات الاحتلال منيت بفشل ذريع بعد أن تبين أن "الضيف" لم يكن موجودا في المبنى المستهدف.

ووصفت حركة حماس في بيان تلى الحادثة محاولة الاحتلال بالفشل الاستخباري، مؤكدة أن الضيف لا يزال حيا وهو يقود العملية العسكرية ضد "إسرائيل".

محاولة اغتيال 2021
شكلت معركة "سيف القدس" التي انطلقت ببيان عسكري أطلقه الضيف إيذانا ببدء المعركة دفاعا عن الأقصى وحي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، ثأرا شخصيا بالنسبة لدولة الاحتلال لاغتياله، انتقاما مما صنعه رجاله في كسر هيبة الاحتلال خلال هذه المعركة.

تعرض الضيف في اليوم 16 من أيار/ مايو لمحاولة اغتيال فاشلة، حيث استهدف طيران الاحتلال ثلاث بنايات سكنية سواها بالأرض في شارع الوحدة وسط مدينة غزة، أسفرت عن ارتقاء 46 شهيدا من عائلات كولك وأبو العوف.

أصيبت دولة الاحتلال بصدمة بعد أن فشلت هذه المحاولة، حيث حاولت الوصول للضيف من زوايا متعددة وبأسلحة متنوعة من بينها قنابل MK-84 أمريكية الصنع الخارقة للتحصينات.

محاولة اغتيال 2024

كما المرات السابقة، لم تنجح دولة الاحتلال خلال معركة "طوفان الأقصى" من الوصول للضيف، فبالرغم من التقارير الأولية التي أعقبت عملية القصف التي استهدفت منطقة المواصي غرب خان يونس، والتي أكدت حينها نجاح عملية الاغتيال، تراجعت الرواية الإسرائيلية عن هذا التأكيد وفشلت بالوصول إليه.

المصدر: قدس برس

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة