مهندس الحظر على ايران ينصح باتباع الدبلوماسية مع طهران ويحذر بأن الحل العسكري يجلب الهزيمة


مهندس الحظر على ایران ینصح باتباع الدبلوماسیة مع طهران ویحذر بأن الحل العسکری یجلب الهزیمة

كتب مهندس الحظر على ايران في عهد الرئيس الاميركي الاسبق باراك اوباما، "ريتشارد نيفيو" تحليلا نشرته مجلة فورين افيرز الاميركية اشار فيه الى القيود الاستراتيجية التي تعاني منها الولايات المتحدة، والتوترات الاقليمية والتطورات الجيوسياسية في العالم، مؤكدا ان الحل المستدام والفعال الوحيد للملف النووي الايراني هو العودة الى المسار الدبلوماسي.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان نيفيو تناول العقبات العسكرية الموجودة امام اميركا والتوترات الاقليمية والعلاقات الجيوسياسية المعقدة والمتشابكة، واصفا الحل العسكري بأنه غير مجد وباهظ التكلفة، كما حظر من تبعاته على الولايات المتحدة والشرق الاوسط. ويعتقد نيفيو بأن الحل العسكري ليس فقط لا يمنع التقدم النووي بل يمكن ان يؤدي الى اشتداد الازمة وتقويض مكانة اميركا عالميا.

ويضيف هذا الدبلوماسي الاميركي بأن الحل الدبلوماسي لا يزال افضل الحلول واكثرها استدامة للقضية النووية الايرانية. واضاف نيفيو "لعقدين من الزمن كانت الاصوات الداعية للحرب في واشنطن تنادي بمهاجمة البرنامج النووي الايراني لكن هذه الدعوات رفضت خلال هذه الفترة الزمنية وسبب الرفض كان مقنعا: القدرات النووية الايرانية كانت في بداياتها وان المجتمع الدولي كان مجتمعا على ضرورة ان يكون له اهداف سلمية، وحينما ثبت بان هذه الاهداف ليست سلمية (حسب زعم نيفيو) فرض الحظر الشامل على ايران وكلفها ذلك باهظا ودفعها نحو المفاوضات.

وتابع نيفيو "ورغم هذا كله، لاتزال هناك اسباب كثيرة تدعو لعدم مهاجمة ايران، فالتعرض لايران يؤدي الى تأجيج الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط. ان مثل هذا الامر يستنزف موارد كبيرة لاميركا في الوقت الذي تسعى اميركا الى التركيز على مناطق اخرى. واذا لم تكن الهجمات ناجحة فذلك سيزعزع مكانة اميركا، في وقت تعتبر حظوظ الهزيمة ايضا مرتفعة، لأن أدق الهجمات ايضا يمكن ان تؤدي فقط الى تاخير حيازة ايران للقدرات النووية، فلا يزال الحل الامثل هو التوافق الدبلوماسي".

ونوه نيفيو الى قضية تفعيل آلية الزناد لعودة الحظر الذي اوقفه الاتفاق النووي والقرار الاممي رقم 2231 قائلا انه من الممكن اللجوء لذلك لكنه يتطلب تعاون الصين (معنا) في الوقت الذي تواجه الصين عداء مضاعفا من قبل اميركا، اما العلاقات الايرانية الروسية فهي ايضا في اقوى مراحلها خلال العقود الاخيرة، وهذه العلاقات قد تعززت بفعل التعاون العسكري المتبادل بين البلدين.

واضاف نيفيو بان على اميركا الان بذل اقصى الجهود للتفاوض واختبار المسار الدبلوماسي مع ايران فهناك اسباب كثيرة لاعطاء فرصة اخيرة للدبلوماسية واولها واهمها هو جهل المسؤولين الاميركيين بنتيجة الهجوم العسكري، فيمكن ان تمتلك اميركا وحلفائها القدرة على تدمير كافة المنشآت النووية الرئيسية لكن ذلك لن يضمن القضاء على كافة المواد والمعدات الننوية الايرانية لأن بعضها قد تكون في اماكن سرية وفي اعماق الارض.واذعن نيفيو بأن مثل هذا الهجوم وحتى اذا قضى على كافة المعدات والمواد النووية لكنه لن يقضي على المعرفة والعلم النووي الذي امتلكه الايرانيون، فصحيح بأن اعادة بناء البرنامج النووي يتطلب وقتا لكن هجوما يدمر منشأة نطنز وباقي المواقع لن يكون نهاية الرواية، فموت عالم الفيزياء الايراني محسن فخري زادة في عام 2020 او الهجوم على موقع لصنع اجهزة الطرد المركزي في عام 2021 لم يكن النهاية.

واضاف هذا الدبلوماسي الاميركي انه حتى وان قبلت اميركا بتحمل التكلفة الباهظة للهجوم العسكري على ايران، فليس احتمال الهزيمة والفشل واردا فقط، بل ان اميركا مجبرة على العودة للمسار الدبلوماسي من بعد ذلك. وتابع نيفيو: من الممكن ان تصبح اميركا مجبرة على شن هجمات متواصلة على ايران او حتى شن هجوم واسع جدا، وهذين الاسلوبين سيكونان اطول واصعب من هجوم عسكري محدود، وحتى اذا افترضنا بان اميركا تلزم نفسها بذلك، فان القيام بمثل هذه الخطوة تمثل سذاجة اذا اقدمت ايران بعد انتهاء الهجمات الاميركية على انتاج سلاح نووي.

كما اشار نيفيو الى النقص في الذخائر ومنظومات الدفاع الصاروخي في الولايات المتحدة قائلا ان القيام بعمل عسكري ضد ايران في وقت تواصل روسيا الحرب ضد اوكرانيا وتكبر احتمالات الهجوم الصيني على تايوان، ويعاني الشرق الاوسط كله من اوضاع غير مستقرة، سيكون بمثابة تحميل تكاليف اضافية على واشنطن في وقت محرج وسيئ، وان التكاليف الباهظة للهجوم العسكري على ايران تعني ضرورة قيام اميركا باختبار الحل الدبلوماسي مرة اخرى، وهناك تفاؤل حيال امكانية توصل اميركا وايران الى اتفاق رغم الاوضاع المتأججة.

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي اعترف نيفيو في هذا التحليل بأن ايران قد التزمت به وحتى ان حكومة ترامب قد اذعنت في تقاريها الاولية للكونغرس بالتزام ايران بالاتفاق الذي انهار حينما انسحبت منه اميركا ترامب، ولكن ترامب ولأنه هو من خرب الاتفاق الاول يقف الان في مكانة تمكنه من اعادة بناء الاتفاق من جديد. ان المفاوضات لعودة ايران واميركا الى الاتفاق النووي في عامي 2021 و2022 قد فشلت لان ايران لم تستطع الوثوق باميركا كما ان اميركا لم تسعى الى اختبار سبل دبلوماسية اخرى، لكن اذا قام ترامب من جديد بالموافقة على اتفاق فيمكن ان تصدق ايران بان الاتفاق النووي يمكن ان يحيا، فمعظم الديمقراطيين في اميركا قد وافقوا على ذلك واذا وافق ترامب ايضا فمن المحتمل ان يقوم الجمهوريون بذلك ايضا.

واعتبر نيفيو انه لايزال هناك ما يدعو الى التفاؤل لكي تتوصل طهران وواشنطن الى اتفاق ما، لكن التقدم النووي الايراني قد حول الوقت الى عنصر ثمين واذا اقدمت اميركا مرة اخرى على ممارسة سياسة الضغوط القصوى لدفع ايران نحو التفاوض فمن الممكن ان ترد ايران على ذلك بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

وختاما كتب نيفيو " حينما تفاوضت اميركا على الاتفاق النووي كان السبب بأن فترة الهروب النووي الايراني هي عام كامل ستتمكن اميركا خلاله من حشد وتجييش العالم لرد عسكري، لكن الان فان مستوى التخصيب في ايران هو 60 بالمئة، ولا يمكن الذهاب الى ما ذكرناه بعد الان. ان الصمت الذي تلتزمه كل من ايران واميركا الان سببه الحروب الاخرى التي نراها مندلعة وليس قيام ايران بممارسة ضبط النفس، او الدبلوماسية الاميركية الفعالة، وان تبني القول بأن الخطوة العسكرية ستكون ضرورية لمنع الهروب النووي الايراني، فذلك يعتبر هزيمة وفشلا للدبلوماسية" واضاف مؤكدا "ان الخطوة العسكرية فيها عيوب كبيرة وان السبيل الاكثر امانا هو بذل الجهود للتفاوض مجددا مع ايران".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة