السيد الحكيم يدعو لاطلاق مبادرة إقليمية شاملة لتعزيز السلام والتعاون بين دول المنطقة
دعا رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية في العراق السيد عمار الحكيم، اليوم السبت، إلى إطلاق مبادرة لحوار إقليمي شامل، تهدف إلى وضع مسارات دائمة للتفاهم والتعاون بين دول المنطقة.
وقال السيد الحكيم في كلمته في الحفل التأبيني الرسمي بيوم (الشهيد العراقي) شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم {قدس سره}: "نجتمع في الأول من رجب في كل عام ، لنحيي ذكرى (يوم الشهيد العراقي) ، هذه المناسبة الكبيرة التي نستذكر فيها تضحيات شهدائنا الأبرار الذين خطوا بدمائهم الطاهرة مسيرة العراق نحو الحرية والعزة والكرامة".
واضاف، إن "(يوم الشهيد العراقي) ليس مجرد ذكرى، إنه محطة لتجديد العهد مع الوطن ومع المبادئ التي استشهد من أجلها قادتنا ورجالنا الأوفياء، وعلى رأسهم شهيد المحراب، آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف). الذي كان رمزًا للوحدة الوطنية، ومشروعًا نهضويًا شاملاً، لا يقتصر على طائفة أو قومية، بل يتسع ليشمل العراق كله، من زاخو إلى الفاو. إذ كان ذا بصيرة ثاقبة في رسم الأولويات وفي كيفية التعامل مع المخاطر في أحلك الظروف وأصعبها وأشدها ضراوة".
وتابع : "إذ يتجذر (يوم الشهيد العراقي) في الوجدان فإنه يتزامن هذا العام مع ذكرى شهادة قادة الانتصار الشهيدين القائدين أبي مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني اللذين كان لهما الدور الكبير والمؤثر في تحقيق النصر على قوى التطرف والإرهاب متمثلة بتنظيم داعش الإرهابي، التنظيم الذي صنعته أجندات مارقة لا تريد للمنطقة أن تستقر .. لكن إرادة الله تعالى وهمة العراقيين والتفافهم حول مرجعيتهم الرشيدة المتمثلة بالإمام السيستاني (دام ظله الوارف) تظافرت بعزم وبصيرة لتحبط محاولات تلك الأجندة الخبيثة وقطعت رأس الفتنة و دفنتها في عقر دارها".
ولفت السيد الحكيم : "إننا في العراق، نؤمن بأهمية تعزيز العلاقات مع دول المنطقة والعالم على أساس التعاون والاحترام المتبادل. ويجب أن يكون العراق ملتقى لتكامل المصالح والتعاون المشترك بين الدول، بعيدًا عن التنازع والصراعات، إن موقعنا الجغرافي ودورنا التاريخي يؤهلنا لأن نكون نقطة توازن واستقرار إقليمي ودولي. من خلال تعزيز الحوار البناء مع مختلف الأطراف".
كما لفت "يمكن للعراق أن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق السلام والتنمية على مستوى المنطقة والعالم علينا الاستثمار في بناء شراكات استراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة، تدعم مسيرة الإعمار والتنمية وتخلق فرصًا جديدة لشعبنا".
وفي هذا السياق اكد السيد الحكيم "على ضرورة التعامل مع العراق بوصفه دولة مستقلة يحكمها أبناؤها، دولة ذات سيادة لا تقبل التدخلات أو الإملاءات. فهو بلد عريق يمتلك تاريخًا مجيدًا وموارد هائلة وأبناءً قادرين على قيادته نحو مستقبل مشرق".
واكد إن "احترام سيادة العراق هو احترام لتضحيات أبنائه الذين واجهوا كل التحديات لبناء وطن حر ومستقل لا يمكن للعراق أن يكون ساحة للنفوذ أو موطئ قدم لأي قوة خارجية تسعى لتحقيق مصالحها على حساب إرادة شعبه. ونجدد التأكيد على حق العراق في أن يحدد مصيره بنفسه، بعيدًا عن التدخلات والإملاءات، وإن التعامل مع العراق كدولة مستقلة، ذات سيادة وقرار مستقل، ليس خيارًا بل ضرورة تفرضها تضحيات شعبنا وحقه الطبيعي في بناء مستقبله بأيدي أبنائه".
ودعا السيد الحكيم "إلى إطلاق مبادرة لحوار إقليمي شامل، تهدف إلى وضع مسارات دائمة للتفاهم والتعاون بين دول المنطقة. هذه المبادرة تأتي انطلاقاً من إيماننا العميق بأهمية الحوار وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار، وإن تقريب وجهات النظر بين الدول ليس مجرد حل للنزاعات القائمة، بل هو خطوة أولى نحو بناء منظومة إقليمية متماسكة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتهدف المبادرة إلى معالجة القضايا الجوهرية التي تؤرق المنطقة، من خلال تبني حلول سلمية ودبلوماسية بعيدًا عن التصعيد والتوتر".
وبين "نؤمن أن الحوار الشامل يمكن أن يفتح أفقًا جديدًا للتعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وتبادل المعرفة"، داعيًا "جميع الأطراف المعنية إلى الانضمام لهذه الجهود التي تضع مصلحة شعوب المنطقة فوق كل اعتبار، وتؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار المشترك".
/انتهى/