الخارجية الإيرانية: عدم الاستقرار لن يقتصر على سوريا فقط.. مسار أستانا ما زال قائماً
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، تم خلال زيارة عراقجي نقل رسالة إيران الحاسمة لسوريا ضد الإرهابيين وسيكون لدينا تقييم مفصل للوضع في سوريا.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، تحدث في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، عن التطورات الأخيرة وقال: مشاركة وزير الخارجية في اجتماع الحضارات في البرتغال واللقاءات مع وزراء الخارجية، من بينهم وزراء الجزائر، تونس، إسبانيا وغيرها، كانت من الأنشطة التي تم القيام بها. كما جرت محادثات حول التطورات الإقليمية. واليوم، يقوم وزير الخارجية بزيارة إلى تركيا، بينما قام يوم أمس بزيارة إلى سوريا. تم التطرق إلى تنشيط الجماعات الإرهابية وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة زعزعة الأمن.
وأضاف: هذا الأسبوع أيضًا سنشهد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) في مشهد. سيُعقد هذا الاجتماع برئاسة السيد عراقجي يوم الثلاثاء. وفي الوقت نفسه، تستمر الجرائم ومخطط الإبادة الجماعية في غزة، حيث استشهد أكثر من 200 شخص بريء. كما أن استمرار المجاعة بين أهالي غزة أدى إلى تفاقم الوضع وجعله كارثياً، فيما تعجز الأمم المتحدة عن التعامل مع هذه الأوضاع.
وقال بقائي حول الوضع في سوريا ودور أمريكا: إحدى أسباب ترسخ الإرهاب في سوريا هي الاحتلال الأمريكي. ما يحدث في سوريا ليس تهديدًا لأمريكا. داعش لم تكن أبدًا تهديدًا لأمريكا، ولكن من التناقض أن يقولوا إنهم موجودون في سوريا لمواجهة داعش. إذًا، كيف لداعش أن تكون حاضرة؟ على أي أساس قانوني تتواجد أمريكا في سوريا؟ هذا يُعتبر نوعًا من الاحتلال، ومن الواضح أن أحد أسباب ترسخ الإرهاب في سوريا يعود إلى الاحتلال من قِبَل القوات العسكرية الأمريكية.
وحول مباحثات عراقجي في سوريا وتركيا، قال: في سوريا، كان الهدف هو إيصال رسالة إيران حول دعم سوريا والمقاومة إلى المسؤولين السوريين، والحصول على تقييم دقيق حول آخر المستجدات في سوريا. نعتقد أنه على المستوى الدبلوماسي، من واجبنا وواجب دول المنطقة فهم مخاطر الإرهاب والعمل على حشد المجتمع الدولي لمواجهة إعادة تفعيل الإرهاب. في تركيا أيضًا، الهدف هو نفسه. تركيا واحدة من جيران سوريا المهمين لنا، وهي تلعب دورًا رئيسيًا في مسار أستانا ولها دور مفيد وبناء في تهدئة الوضع في سوريا.
المحادثات في جنيف لم تقتصر على الملف النووي
وحول مشاورات إيران وأوروبا وآفاق المفاوضات النووية، قال بقائي: المحادثات في جنيف لم تقتصر على الملف النووي، بل ناقشنا مجموعة واسعة من مخاوفنا. فيما يتعلق بالملف النووي، نحن مستعدون للتفاعل على أساس الحقوق والواجبات ووفقًا للاتفاقيات الدولية. ومع ذلك، فإن أي محادثات تتطلب حسن النية من جميع الأطراف.
لم يُصب أي من موظفي القنصلية الإيرانية في حلب بأي أذى
وفيما يتعلق بالهجوم على القنصلية الإيرانية في حلب، صرّح بقائي: قمنا بإخلاء القنصلية في الوقت المناسب، ولم يتعرض أي من زملائنا لأي مشكلة. أي اعتداء على المنشآت الدبلوماسية ممنوع في أي ظرف. يتم رفع مثل هذه القضايا تلقائيًا إلى اللجنة المختصة في الأمم المتحدة، ويتعين على الأشخاص والجماعات المعتدية أن تتحمل المسؤولية.
مسار أستانا لا يزال قائما
وفيما يخص اتفاقية أستانا لنزع سلاح الجماعات الإرهابية والتقصير في تنفيذ ذلك، قال:
عملية أستانا هي الآلية الأكثر استمرارية ونجاحًا في السيطرة على الأزمة السورية. سعت الدول الثلاث الضامنة دائمًا لاتخاذ خطوات للحد من التوتر. عملية أستانا لا تزال قائمة، والمجتمع الدولي يدرك تأثيرها. نحن ملتزمون بهذه العملية ونعتقد أن بقية الدول المؤثرة لها نفس الرؤية.
أي انعدام للأمن في سوريا لن يقتصر عليها فقط
وحول المشاورات مع تركيا بشأن سوريا، قال: المفاوضات التي يجريها السيد عراقجي مع المسؤولين الأتراك مستمرة. تركيا دولة مؤثرة وتتأثر بالأحداث كذلك. جميعنا توصلنا إلى استنتاج مفاده أن أي انعدام للأمن في سوريا لن يقتصر عليها فقط. وزير الخارجية السوري أعلن بوضوح أن هذه القضايا لا علاقة لها بتركيا. وأصدقاؤنا الأتراك قلقون مثلنا بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، وندرك جميعًا أن الإرهاب لا يبقى مركزًا في مكان واحد، بل ينتشر إلى مناطق أخرى.
السياسة النووية الإيرانية لا تزال ثابتة
وفيما يتعلق بتصريحات عراقجي حول احتمال تغيير العقيدة النووية الإيرانية، قال بقائي: السياسة النووية الإيرانية لا تزال ثابتة، وبرنامج إيران النووي سيبقى سلميًا. ما ورد في مقابلة مع صحيفة الغارديان كان تحذيرًا من السياسات غير البناءة لبعض الدول الغربية، والتي أدت إلى ظهور نقاش بين الناس العاديين حول ما إذا كان المسار الذي اتبعناه في الملف النووي هو المسار الصحيح. وعلى هذا الأساس، أشار إلى أن مثل هذا النقاش قد انتشر بين الخبراء أيضًا.
وأضاف: أكد أن برنامج إيران النووي سيظل سلميًا بناءً على الفتوى الشرعية وكذلك التقييمات الوطنية المتعلقة بالأمن القومي.
تحولات سوريا معقدة
ردًا على سؤال حول ما إذا كان مسار أستانا قد ضعف أم لا، قال: إن تحولات سوريا معقدة ويمكن النظر إليها من زوايا مختلفة. الكيان الصهيوني يستفيد من عدم الاستقرار في سوريا. يمكن القول إن تفعيل الجماعات الإرهابية مباشرة بعد وقف إطلاق النار في لبنان كان أمرًا عشوائيًا، ولكن إذا نظرتم إلى تاريخ هذه الجماعات الإرهابية، فلن تخلصوا إلى أن الأمر كان مجرد مصادفة. وقد اعترف مسؤولو الكيان الصهيوني بأن هذه التحولات تصب في مصلحة الكيان وتضعف المقاومة.
يجب على جميع الدول الإسلامية أن تأخذ في اعتبارها أن المستفيد الرئيسي هو العدو الرئيسي، أي الكيان الصهيوني. قد يتم خرق ترتيبات أستانا في بعض الأحيان، ولكن ذلك لا يعني أنها قد ضعفت. نحن نأمل أن تؤدي الأنشطة الدبلوماسية الإيرانية إلى استخدام جميع الآليات لتثبيت الوضع في سوريا.
الحوار مع الأوروبيين وعلاقته بالتحولات الإقليمية
وعن سياسة إيران في الحوار مع الأوروبيين وعلاقتها بالتحولات الإقليمية، قال: نحن نستفيد من النقد الإعلامي. سياسة خارجية نشطة وفعالة وشاملة تتطلب أن نكون قادرين على التعامل مع التحديات المختلفة في جبهات متعددة في نفس الوقت. بالإضافة إلى أننا نعلم أن إيران، بسبب مكانتها وكل ما تمتلكه الأمة، هي دولة يجب أن تكون لها قدرة على التأثير في مجالات مختلفة. من الضروري أن نتعامل في نفس الوقت مع التحديات الإقليمية ونناقش قضايا أخرى، وهذا هو دور وزارة الخارجية.
في جنيف، تم الإعلان بوضوح عن هدف هذه الجلسة. لم تكن مفاوضات دبلوماسية دقيقة، بل كانت حوارًا. الحوار مع هذه الدول الثلاث أمر طبيعي، ولكن في هذه الحوارات وبالنظر إلى التحولات الإقليمية، كان من الطبيعي أن نغتنم هذه الفرصة لطرح همومنا وأن نعرض مواقفنا بشكل صريح. من الضروري أن يكون لدينا تقييم دقيق لمطالب بعضنا البعض، فالحوار هو جوهر الدبلوماسية.
الدعوة لإنهاء إفلات مسؤولي الكيان الصهيوني من العقاب مطلب دولي عام
وعن حكم محكمة لاهاي بشأن اعتقال مسؤولي الكيان، قال: فيما يتعلق بحكم اعتقال مسؤولي الكيان الصهيوني، فقد أعلنّا فورًا أننا نرحب بأي عملية تساعد في محاسبة المسؤولين في الكيان . الدعوة لإنهاء إفلات مسؤولي الكيان الصهيوني من العقاب مطلب دولي عام.
في نفس الوقت، كنا نواجه محاولات من قبل المسؤولين الأمريكيين. نحن لسنا أعضاء في المحكمة الجنائية، ولكننا نعتقد أن الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذ الحكم، وكذلك الدول الأخرى التي تلتزم باتفاقيات دولية معينة يجب أن تتعاون بموجب التزاماتها.
الدبلوماسية البرلمانية وتأثيرها
وفيما يخص الدبلوماسية البرلمانية وتأثيرها، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لقد أثبتت الدبلوماسية البرلمانية واستخدام مجالس النواب لتسهيل الدبلوماسية بين الدول فعاليتها. وقد شارك نواب البرلمان منذ وقت طويل بشكل نشط في الاجتماعات الدولية بين البرلمانات، وتم الاستفادة من هذه القدرة.
يتبع..